علمت ''البلاد'' من مصادر خاصة أن أكثر من 56 ناشرا ومطبعيا يستعدون لتنظيم وقفة احتجاجية أمام قصر الثقافة ''مفدي زكريا'' هذا الخميس ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا للمطالبة بتسوية مستحقاتهم المالية في إطار مشاريع النشر لسنتي 2008 و.2009 ووفق المعلومات التي تحصلت عليها ''البلاد''، فإن الوقفة ستضم إلى جانب مدراء وممثلي مختلف دور النشر المتضررة، عددا من أصحاب المطابع الذين لم يتمكنوا إلى غاية الآن من الحصول على مستحقاتهم المالية، الأمر الذي جعل بعضهم يقرر حسم الأمر قضائيا ومتابعة دور النشر للحصول على حقوقهم رغم تأكيد الناشرين لهم بأنهم لم يحصلوا على مستحقاتهم من وزارة الثقافة إلى غاية الآن. وفي السياق ذاته، شكلت قضية المستحقات المالية للناشرين مثار جدل واسع أسابيع قبل تنظيم الطبعة الخامسة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب، حيث أوقعت عددا غير قليل من الناشرين في أزمة مالية خانقة وصلت درجتها إلى حد عدم تمكنهم من دفع رواتب العاملين، فيما حاول البعض التخفيف من حدتها ببيع بعض العتاد والشاحنات لتوفير السيولة المالية، أما البعض الآخر، حسب رأي العديد من أصحاب الشأن، فصار يفكر جديا في تغيير النشاط بعدما تكبد خسائر بالجملة، في ظل تراجع المقروئية والصعوبات التي تلاقيها مهنة النشر في الجزائر. وفي الإطار ذاته، لم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، حيث أحدثت شرخا وانقساما داخل بين الناشرين أنفسهم، إذ خرج بعض أصحاب دور النشر من عباءة النقابة الوطنية لناشري الكتب ''سنال'' وشرعوا في اتصالات مع مختلف الناشرين والمطبعيين بدعوى ''العمل على تسوية ملف المستحقات لدى وزارة الثقافة''، وذلك في الوقت الذي التقى فيه رئيس النقابة أحمد ماضي قبل شهر رمضان بمدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة رشيد حاج ناصر، أين تلقى، حسب مصادرنا، وعودا بتسوية الأمر بصفة نهائية بعد الشهر الفضيل، غير أن المؤشرات وقرار الناشرين تنظيم وقفة احتجاجية هذا الخميس أمام وزارة الثقافة تدل على أن الملف لم يطو إلى غاية الآن مع اقتراب موعد تنظيم صالون الجزائر الدولي للكتاب الذي يبقى مفتوحا على جميع الاحتمالات.