نجحت "ملحمة قسنطينة" وهي العمل الاستعراضي الذي أنجزه الديوان الوطني للثقافة والإعلام خصيصا لافتتاح تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، في جعل حضور قاعة "الزينيت" بقسنطينة التي تحول اسمها فيما بعد إلى قاعة "أحمد باي"؛ في شد جمهور القاعة بمن فيهم الوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من الوزراء والشخصيات الدبلوماسية والسياسية والثقافية للبقاء ساعات متأخرة من ليلة أول أمس لمشاهدة الملحمة التي كانت أكثر ما ميز برنامج الافتتاح. وتميز العرض الذي أخرجه علي عيساوي؛ بالجدية في الأداء والإخراج والمضمون الذي جسد ولخص تاريخ قسنطينة من زمن عاد وثمود في إطار ملحمة تاريخية صورت فترات مختلفة في تاريخ الجزائر وتحديدا عند النقاط المضيئة في تاريخ وماضي سيرتا فكرست بذلك شعور العزة والانتماء. وعلى مدار أكثر من ثلاث ساعات؛ توقف ضيوف حفل الافتتاح أمام عرض وصور من مشاهد العهد النوميدي ثم الروماني فالويندالي ثم عهد البيزنطينيين وتدخلت شخصيات حقيقية في رسم معالم تلك العهود وصولا إلى أهم منجزات ومكاسب قسنطينة وأشهرها الجسر العملاق. وكان هذا بمشاركة عدد كبير من الممثلين والمغنيين الشباب أبدعوا كل حسب موهبته. وشارك في كتابة نص الملحمة كل من الدكتور عبد الله حمادي ونور الدين درويش وناصر لوحيشي ونذير بوطيار وليلى لعوير، مع نصوص شعرية لعمر البرناوي ومحمد العيد آل خليفة. وكرم الوزير الأول عبد المالك سلال مصممي ملحمة قسنطينة والقائمين على إنجاح العرض. كما كرم أيضا مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي مباشرة بعد انتهاء العرض الذي صفق له الجمهور المدعو مطولا. وبعيدا عن الملحمة؛ لم تبرز أي مظاهر لعاصمة الثقافة العربية في شوارع قسنطينة؛ عدا ذلك الافتتاح الشعبي وتدشينات الوزير الأول لأربع مرافق تمثلت في المطار ودار الثقافة مالك حداد وفندق الماريوت وقصر الثقافة. وعدا هذا؛ خلت شوارع قسنطينة من علامات للعرس الثقافي باستثناء بعض الملصقات هنا وهناك التي تحمل شعار التظاهرة وأعلام الدول المشاركة.