أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 1750 مهاجرا لقوا مصرعهم في البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع العام، وهو عدد أكبر بثلاثين ضعفا من حصيلة الفترة نفسها من عام 2014. وأوضح المتحدث باسم المنظمة جويل ميلمان للصحفيين في جنيف، أن "المنظمة الدولية للهجرة قدرت حصيلة قتلى عام 2015 حتى الآن بأنها أكثر بثلاثين مرة مما كانت عليه العام الماضي في الفترة نفسها، حيث لقي 56 حتفهم في البحر المتوسط". وقال إن عدد الوفيات بلغ 3279 مهاجرا في عام 2014 عبر المتوسط، وإن المنظمة تخشى أن يتم تجاوز هذا العدد في غضون أسابيع، كما يمكنه أن يصل إلى أكثر من ثلاثين ألفا بحلول نهاية العام، استنادا إلى عدد الضحايا حتى الآن. وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أدريان إدواردز، إن مأساة قارب المهاجرين قبالة السواحل الليبية والتي راح ضحيتها ثمانمائة شخص الأحد، كانت "الأكثر دموية" في حوادث البحر المتوسط التي سجلناها على الإطلاق. وأضاف أن 1300 حالة وفاة فقط في أفريل وحده، وهو ما يجعله كذلك "الشهر الأكثر دموية". وكان المئات قد لقوا حتفهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين السريين يوم الأحد قبالة الشواطئ الليبية، في كارثة تعد الأسوأ حتى الآن في البحر المتوسط، بينما دعت إيطاليا إلى عقد قمة أوروبية قبل نهاية الأسبوع لبحث هذا الموضوع. وحثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في تصريحات سابقة حكومات دول الاتحاد الأوروبي على دعم التحرك لحماية المهاجرين السريين، وقالت "نحن بحاجة إلى إنقاذ الأرواح كلها بنفس قدر حاجتنا جميعا إلى حماية حدودنا ومحاربة الاتجار بالبشر". كما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى اجتماع عاجل لوزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد عقب الكارثة، مضيفا أن "علينا أن نتحرك" أمام "تسارع" الكوارث منذ مطلع العام. من ناحية أخرى، أنقذ خفر السواحل الإيطالي 112 مهاجرا غير نظامي كانوا في طريقهم إلى إيطاليا على متن قارب مطاطي قبالة السواحل الليبية، مؤكدا عدم وقوع ضحايا، وذلك بعد يومين من غرق أكثر من ثمانمائة مهاجر كانوا يحاولون عبور المنطقة نفسها. وأوضح خفر السواحل الإيطالي أنه نجح في إنقاذ 112 مهاجرا، جميعهم من الرجال، على بعد خمسين ميلا بحريا شمال شرق العاصمة الليبية طرابلس. وأضاف في بيان أن "مروحية تابعة للبحرية العسكرية حذّرت من الخطر الذي يتعرض له القارب المطاطي، مما دفع المركز الوطني للإنقاذ التابع لخفر السواحل لإرسال أحد قواربه للقيام بأعمال الإنقاذ على الفور".