شدد أمس مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينوليون على ضرورة إشراك الميليشيات المسلحة والقادة العسكريين في جلسات التفاوض المرتقبة في سياق التحضير للجولة الثالثة لحوار الفرقاء الليبيين. وأعلن ليون عن مسودة جديدة تم إرسالها إلى جميع الأطراف الليبية لإيجاد حل سلمي للأزمة. ومن المقرر أن يقوم ليون يوم الأربعاء المقبل في جلسة مغلقة بإحاطة مجلس الأمن حول آخر مستجدات عملية الحوار الليبي والتحديات التي تواجهها ثالت جولة للحوار مرتقبة في الجزائر ووصفها المبعوث الأممي بالحاسمة. وقبيل ذلك دعا ليون في مقابلة مع قناة "الحدث" أمس أطراف الحوار إلى الرد على مسودته التي لاقت اعتراضا من قبل المؤتمر الوطني. ويواجه المبعوث الدولي رفضا آخر من قبل ضباط من الجيش الليبي لدعوة المبعوث الأممي لهم لحضور طاولة الحوار في الجزائر احتجاجا على اعتبارهم ميلشيات. حيث رفضت القيادة العامة للجيش الليبي، الدعوة التي وجهها المبعوث الدولي إلى عدد من قادة الجيش لحضور جلسة الحوار بضيافة الجزائر. وقال مصدر مسؤول تابع لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي إن عددا من قيادات الجيش رفضت المشاركة في أي جلسة للحوار، معتبرة أنه ليس لها علاقة لها بالشأن السياسي. وأشار المصدر مفضلا عدم الكشف عن هويته، إلى أن "وجهة نظر رئاسة الأركان العامة للجيش تتلخص في رفضها حضور أي ضابط أو عسكري، في جلسات حوار مقترحة برعاية الأممالمتحدة، وهو أمر رفضه بعض الضباط بمجرد سماعه". وشدد على أن اتصالات تجرى مع البرلمان الليبي، بهدف إبلاغ المبعوث الدولي، الكف عن إقحام الجيش وضباطه وعسكرييه، في الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد، وأن موقف القائد العام للجيش الفريق أول خليفة حفتر، واضح بشأن استمرار المعارك ضد الجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون، على حد تعبيره. لكن مراقبين يرون أن هذا الرفض يراد من ورائه تصعيد الموقف والتنصل من مساعي البحث عن تسوية أممية للأزمة في ليبيا. وأكد العقيد ونيس بوخمادة آمر القوات الخاصة، أن قواته بكامل وحداتها ترفض دعوة الحوار المقدمة من ممثل الأممالمتحدة في ليبيا، واستمرار المعارك التي بدأتها وحدات الصاعقة في بنغازي منذ أكثر من ثلاث سنوات، بحسب ما نقلت عنه صحيفة عين ليبيا. وأعلن برنادينوليون المبعوث الدولي الخاص للأمم المتحدة في ليبيا الأسبوع الماضي، عزمه دعوة العسكريين وقادة التشكيلات المسلحة خلال الأيام القادمة، إلى جولة حوار جديدة من الحوار تحتضنها الجزائر. وحسب المعلومات الواردة من البرلمان الليبي المنعقد في طبرق، فإن المبعوث الدولي وجه رسالة رسمية إلى رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح عيسى قبل أيام، تضم قائمة لعشرات الضباط والعسكريين يتقدمهم العقيد ونيس بوخمادة آمر القوات الخاصة، للمشاركة في جولة للحوار الخاص بالشأن الأمني. وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أشارت في وقت سابق إلى أن مسودة الاتفاق بين الأطراف الليبية لاتزال في مرحلة التطوير. وأضافت البعثة في رسالة وجهها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، أنها أخذت علماً بالردود الأولية حول الوثيقة، وعليه فإنه يجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس إلى أن تتوصل جميع الأطراف إلى إجماع حول ما تعتقد أنه يشكل تسوية سياسية قابلة للتطبيق.