تمر العلاقات الجزائرية الموريتانية بمرحلة حرجة خلال الفترة الراهنة، بعد تبادل طرد ممثلين دبلوماسيين من البلدين على خلفية مقال تم نشره على موقع إخباري موريتاني، حيث اعتبرت نواكشوط أنه يسيء إلى موريتانيا وسياستها الخارجية، الأمر الذي أثر على علاقات البلدين الدبلوماسية، لا سيما وأن موريتانيا اتهمت دبلوماسي جزائري بالوقوف وراءه. قالت صحيفة واشنطن بوست إن هناك بوادر أزمة دبلوماسية بدأت تلوح في الأفق بين الجارتين موريتانياوالجزائر، خاصة بعد أن طلبت موريتانيا من أحد أعضاء الهيئة الدبلوماسية الجزائرية في نواكشوط مغادرة أراضيها الأسبوع الماضي، واتهامه بالوقوف وراء مقال نشره موقع البيان الموريتاني، والذي يتحدث عن شكوى رسمية تقدمت بها موريتانيا إلى الأممالمتحدة تتهم فيها المغرب بإغراق حدودها بالمخدرات وهو ما نفته السلطات الموريتانية التي أوقفت مدير الموقع مولاي إبراهيم ولد مولاي محمد عن العمل قبل أن تطلق سراحه بكفالة. اعتبرت موريتانيا أن المقال يهدف إلى زعزعة العلاقات بين موريتانيا والمغرب وقال وزير الخارجية رمطان العمامرة إن القرار الموريتاني غير مفهوم وأن الجزائر ستعيد على ضوئه النظر في العلاقات الموريتانية-الجزائرية لكنه أضاف بأن القرار سيتخذ بعيدا عن كل تسرع. وكانت موريتانيا قد أبلغت المستشار الأول في السفارة الجزائرية في موريتانيا بلقاسم شرواطي بأنه شخص غير مرغوب فيه، وأفادت مصادر إعلام موريتانية نقلا عن مصادر أمنية بأن الشرواطي قد غادر الأراضي الموريتانية مساء الأربعاء ووصل إلى الجزائر فجر الخميس وأكدت رابطة الأخوة الموريتانية عن قناعتها في أن مصالح موريتانياوالجزائر "متشابكة ومتكاملة"، مشددة في الوقت ذاته على ثقتها في أن حادث طرد الدبلوماسيين لن يكون إلا عرضيا ولن يؤثر إطلاقا في العلاقات بين الشقيقتين موريتانياوالجزائر، لأنها علاقات عريقة وضاربة في القدم وستبقى قوية ومتينة رغم كل ما يحاك ضدها من مكائد. وبحسب المتابعين لشئون دول المغرب العربي الذين نقلت عنهم الواشنطن بوست، فهناك ثمة مؤشرات ميدانية تؤكد على التحول في علاقات الجزائروموريتانيا نحو الأسوأ، أهم هذه المظاهر هي تسارع وتيرة الزيارات الرسمية المتبادلة بين المغرب وموريتانيا خلال الفترة الأخيرة، حيث تسعى موريتانيا لاسترضاء المغرب على حساب علاقتها بالجزائر، وهو الأمر الذي زاد من تعقيد الأزمة بين الجزائروموريتانيا خلال الأيام القليلة الماضية. هذه الأزمة الدبلوماسية ليست الأولى بين البلدين، تقول الواشنطن بوست بل شهدت من قبل العلاقات بين البلدين غيوم مكثفة في سماء العلاقات الموريتانية الجزائرية عندما رفض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقبال المبعوث الخاص لرئيس المجلس الأعلى للدولة الموريتاني في أوت 2008 ، الذي كان يحمل رسالة لعبد العزيز بوتفليقة وكلف الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية وهو الرفض الذي فسرته مصادر مسؤولة فضلت عدم ذكر هويتها وقتها بأنه تعبير عن استياء الرئيس بوتفليقة من عملية الانقلاب على الرئيس المقال.