إن لم تكن معهم وتؤيد كل ما يقولون ويفعلون، فأنت مباشرة ضدهم ولا تستغرب إن وصفوك بالإرهابي و المجرم حتى وإن كنت شخصية معروفة عبر العالم، وتُستقبل من طرف الرؤساء والزعماء و الرسميين، هذا أفضل توصيف للتقارير التي خرجت اليومين الماضيين على صفحات الجرائد المصرية، وعلى شاشات الإعلام المصري، تصف زعيم حركة النهضة التونسية ب "الإرهابي" تعليقا على تحركاته الأخيرة باتجاه إقناع رؤساء مجموعة من الدول العربية بالتدخل لإنقاذ الرئيس المصري السابق محمد مرسي من حبل المشنقة. هذه التحركات التي يجريها زعيم حركة النهضة التونسية وصفها الإعلام المصري، ب "الإرهاب الخارجي" الذي لا يعدوا أن يكون سوى "امتداد للإرهاب الداخلي الذي يصنعه الإخوان المسلمون" على حد التعبيرات والعبارات التي جاءت على صفحات الجرائد المصرية ومواقع إلكترونية إخبارية مصرية معروفة. فنقرأ مثلا في موقع "الموجز" الإخباري المصري تقريرا إخباريا يقول "«الغنوشي» من الجزائر و«المرزوقي» في باريس.. حلفاء الإخوان يهددون مصر"، ويصف هذا التقرير الإخباري الذي جاء تعليقا على زيارة زعيم حركة النهضة التونسية إلى الجزائر ولقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أين تم استعراض مسألة إعدام مرسي من طرف الرجلين ليخلص لقاؤهما بتعهد من طرف الرئيس بوتفليقة ببذل جهود في مسعى منع تنفيذ هذا "الحكم" الذي قد يؤدي بمصر نحو نفق مظلم وأكثر ظلمة وسواداً مما هو حال الوضع الآن بهذه البلاد. اذن يصف هذا التقرير الإخباري المصري تحركات الغنوشي ب "الإرهاب الخارجي الذي يعبث بصمود الدولة وإصرارها على التصدي له". ويقول التقرير بأن هذا "الإرهاب الخارجي" على حد تعبيره "ظهر ذلك بقوة عقب سقوط جماعة الإخوان وعزل محمد مرسي، بعدما أطاح الشعب المصري بحكمهم، لكن جماعات الإخوان في الدول الأخرى لم تهدأ، وسارعت بالتحريض ضد مصر، وتأييد المظاهرات وإثارة الفوضى، وكان من أبرز قيادات الإخوان التي حرضت ضد مصر، زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، ومنصف المرزوقي رئيس تونس السابق.". اذن، هذه هي حالة الإعلام المصري الذي وصل إلى حالة لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر حسب وصف مثقفين وإعلاميين عرب.