بدأت وفود الفصائل الفلسطينية في التوافُد على العاصمة المصرية القاهرة، أمس الأربعاء، لإجراء جولة جديدة من الحوار الوطني في محاولة لتذليل العَقَبات التي اعترضت التوصُّل إلى اتفاق بين الحركتين في مباحثات الجولة الأولى. وأوضحت مصادر فلسطينية أنّ موسى أبو مرزوق (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس) وأحمد قريع (مسؤول التعبئة والتنظيم بحركة فتح) سيعقدان مباحثات مُكَثّفة تحت رعاية مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان من أجل التوصُّل إلى اتفاق ينهى حالة الانقسام قبل عقد لقاءات بين جميع الفصائل في إطار لجنة الإشراف العليا على الحوار الوطني. وكان الحوار الوطني توقّف في العشرين من شهر مارس الماضي لإفساح المجال أمام القوى والفصائل للعودة إلى مرجعياتها التنظيمية في قضايا الخلاف التي تتمحور حول التزامات الحكومة القادمة ونظام التمثيل النسبي ومنظمة التحرير. وكان وفد حركة فتح غادر الأراضي الفلسطينية متوجهاً إلى القاهرة لتمثيل فتح في جلسات الحوار، ويضمّ الوفدُ كلاً من أحمد قريع، وعزام الأحمد، وماجد فرج، وسعدي الكرنز، وسمير مشهراوي. ومن المتوقع أن يصل الأراضي المصرية وفدٌ مماثل من حركة حماس يضم قياديين من الداخل والخارج. وأعلن النائب عزام الأحمد (رئيس كتلة فتح البرلمانية) أنّ الحوار سيتركز على أربع قضايا أساسية. وأوضحت المصادر أنّ القيادة السياسية في مصر تحشد الدعم الدولي والإقليمي والعربي من أجل إنجاح الحوار، مشيرة إلى أنّ مصر ستوجه الدعوة لبقية الفصائل إذا حدث اختراق في المحادثات. من جهة أخرى أبلغ رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز رئيس وزراء الكيان الصهيوني الجديد بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء، أن العالم يؤيّد سعي الفلسطينيين لإقامة دولة وهو هدف لم يقرّه زعيم حزب ليكود اليميني الحاكم. وفي وقت سابق، أكّد الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس أن نتنياهو "لا يؤمن بالسلام"، ودعَا الأسرة الدولية إلى "الضغط عليه" لقبول دولة فلسطينية. وفي احتفال سلّم فيه إيهود أولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيوني المنتهية ولايته، السلطة رسمياً لنتاياهو الذي أدى اليمين أول أمس الثلاثاء، قال بيريز موجّهاً حديثه لرئيس وزراء الكيان الجديد "الحكومة التي تقودها يجب أن تبذل جهوداً فائقة لتحريك عملية السلام قدماً على كل الجبهات. الحكومة التي انتهت ولايتها تبنّت رؤية دولتين لشعبين التي دعّمتها إدارة الولاياتالمتحدة وقبلتها غالبية دول العالم". وخاطب بيريز نتنياهو قائلاً: "حكومتك يجب أن تحدد شكل الواقع المقبل"، دون أن يصل إلى حد مطالبة رئيس الوزراء بإعلان تأييده لقيام دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني". وتحدث بيريز أيضاً، وهو رئيس وزراء صهيوني أسبق لكن منصبه الحالي كرئيس للدولة شرفي بدرجة كبيرة، عن مبادرة السلام العربية في الشرق الأوسط. وتعرض هذه المبادرة تطبيع العلاقات بين العالم العربي والكيان الصهيوني مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي الّتي احتلتها في حرب عام1967 وقيام دولة فلسطينية.