لا تزال درجة التأهب والحالة الهستيرية لدى المواطنين، مرفوعة لأعلى المستويات مع استمرار تساقط الأمطار. إذ بالرغم من تسجيل أزيد من 1200 عملية تدخل من طرف أعوان الحماية المدنية خلال 48 ساعة الأخيرة، إلا أن قائمة الكوارث المادية والبشرية التي تحصيها الفيضانات والسيول الجارفة، لا تزال مفتوحة في ظل غياب سياسة وطنية وقائية من شأنها حماية العائلات من خطر السيول الجارفة. وكشف المدير الفرعي للإعلام بالحماية المدنية محمد أمقران متشقان، أمس، أن ''الأمطار المتساقطة بغزارة خلال الساعات الأخيرة قد تسببت في تسرب المياه إلى العديد من المساكن في الكثير من الولايات، على غرار الجزائر العاصمة، بومرداس، البليدة، الشلف''، مضيفا ''إن أعوان الحماية المدنية قد تدخلت لإجلاء العائلات القاطنة بها''. ونتيجة لغياب سياسة وطنية رامية إلى تفادي أضرار الكوارث الطبيعية، عبر وضع مخططات مدروسة لتحديد المناطق الأكثر عرضة لمثل هذه الأخطار، عاش سكان منطقة بابا علي، وتحديدا العائلات القاطنة بالقرب من الطريق الوطني الرابط بين الجزائر العاصمة والبليدة، على أعصابهم طيلة ليلة أول أمس، جراء انزلاقات التربة وترسبها على محور الطريق العام بسبب الإمطار الغزيرة، مما استدعى التدخل الطارئ لمصالح الحماية المدنية التابعة لدائرة بئر التوتة لضخ مياه الأمطار المتسربة إلى عدة مساكن كائنة بمركز علي بوحجة. كما قامت بإجلاء أربع عائلات ببلدية أولاد فايت بالحي المسمى ب''الحي القصديري''. أما منطقة الدرارية فقد شهدت إجلاء 13 عائلة مؤقتا إلى القاعة المتعددة الرياضات بالخرايسية. أما منطقة قورصو بولاية بومرداس فقد سجلت تسرب المياه إلى 55 مسكنا في كل من ''حي محمد بوضياف'' و''القارص'' نتيجة قوة الأمطار الغزيرة التي أحدثت اضطرابا آخر في ولاية البليدة، وتحديدا ''حوش السواني'' الذي شهد تسربا غامرا للمياه إلى ثماني عائلات.. وهو نفس الوضع الذي رصد في ولاية الشلف التي عرفت انهيارا جزئيا لجدار مسكن بحي ''سيدي عبد القادر''، الكائن بتنس. وسيبقى المواطن الجزائري، في حالة تخوف دائمة من المخلفات التي ستنجر عن تواصل تساقط الأمطار إلى غاية يوم الخميس المقبل، حسب ما أفاد به الديوان الوطني للأرصاد الجوية، حيث ذكر هذا الأخير مرور زخات رعدية في كل من ولاية بجاية، جيجل، عنابة، سكيكدة، قالمة، الطارف، سطيف، سوق أهراس، ميلة وقسنطينة، حيث ستتجاوز كميات الأمطار محليا 80 ملم بالمناطق المذكورة.