آلاف اللاجئين يصلون إلى النمساوألمانيا أعلنت السلطات اليونانية وفاة رضيع لاجئ بُعيد وصوله قادما من تركيا إلى جزيرة أغاثونيتيسي اليونانية، من جهة أخرى جرت مواجهات بين الشرطة اليونانية ولاجئين في مرفأ ليسبوس شرق بحر إيجة. وقال رئيس بلدية أغاثونيتيسي، لشبكة التلفزيون اليونانية العامة، إن الرضيع البالغ من العمر شهرين توفي بعد ساعات على وصوله إلى الجزيرة قادما من السواحل التركية القريبة. وأشار إيفانغيلوس كوتوروس إلى أن الرضيع أسعف إلى عيادة محلية لا تملك وسائل كبيرة، في حين لم تكشف السلطات أية تفاصيل أخرى عن هويته وأسباب وفاته. وتواجه اليونان صعوبات في التعامل مع تدفق مئات اللاجئين الذين يعبرون يوميا من تركيا إلى الجزر الشرقية لليونان، ومن بينها كوس وليسبوس وساموس وأغاثونيتيسي. وينتظر آلاف منهم لتحديد هويتهم، ونقلهم إلى العاصمة أثينا لمواصلة رحلتهم إلى بلدان أوروبية أخرى. وتشير أرقام خفر السواحل اليوناني إلى أن 2500 لاجئ نزلوا من عبارة يونانية بميناء بيريوس، ليصل إجمالي عدد الأشخاص الذين نقلوا إلى اليونان منذ الاثنين الماضي إلى 13373 شخصا. وفي دلالة على مدى صعوبة الوضع، تفجرت اشتباكات لليوم الثاني في ليسبوس بين الشرطة ونحو ثلاثة آلاف مهاجر يحتجون على طول إجراءات تحديد الهوية. وفي هذه الجزيرة الواقعة شرق بحر إيجة أيضا، تصدّت قوات مكافحة الشغب بخراطيم المياه لآلاف اللاجئين الذين كانوا يحاولون تجاوز الحواجز مساء ليستقلوا سفينة تم استئجارها لنقل الواصلين إلى الجزيرة إلى أثينا، كما قال مصدر في الشرطة. وأضاف المصدر ذاته -لوكالة الصحافة الفرنسية- أن لاجئا واحدا أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى. وفي الأثناء، تدفق آلاف اللاجئين إلى النمساوألمانيا بعد قرار البلدين فتح حدودهما أمام اللاجئين العالقين في المجر، فيما طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعقد قمة أوروبية عاجلة للتشاور بشأن الأزمة. وقالت الشرطة النمساوية إن نحو 6500 لاجئ عبروا حدود البلاد وتم نقلهم بالقطارات والحافلات إلى فيينا، حيث استعدت السلطات لنقل الآلاف منهم مباشرة صوب ألمانيا. كما وصل مئات اللاجئين إلى محطة القطارات في ميونيخبألمانيا. وقالت برلين إنها تتوقع استقبال نحو عشرة آلاف لاجئ. وأوضحت تقارير أن علامات البشر علت وجوه اللاجئين رغم التعب بعد فتح النمساوألمانيا أبوابهما أمامهم، وبعد معاناة في المجر التي عاملتهم بقسوة وعرقلت ترحيلهم إلى دول أوروبا الغربية. من ناحية أخرى، أكد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أنه يؤيد إنشاء "مراكز للاحتجاز" في شمال أفريقيا أو صربيا أو بلغاريا، لمنح اللجوء السياسي للمهاجرين قبل دخولهم مجال شنغن، ودعا إلى "إعادة تأسيس" مجال التنقل الحر هذا بين 26 بلدا أوروبيا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ساركوزي قوله -في كلمة في لابول "غرب" خلال تجمع جامعي صيفي لحزب الجمهوريين اليميني الذي يقوده- "لا أؤمن بإصلاح لشنغن، يجب إعادة تأسيس شنغن وأوروبا"، مشيرا إلى أن "الشرط المسبق لذلك هو أن تتبع كل الدول الأعضاء سياسة واحدة للهجرة". وأضاف ساركوزي أن "وضع اللاجئ السياسي يجب أن يُمنح أو يُرفض قبل عبور البحر المتوسط، عد ذلك نكون قد تأخرنا". ودعا ساركوزي إلى إقامة مراكز احتجاز في دول شمال أفريقيا التي ترغب في ذلك أو صربيا أو بلغاريا، وهما دولتان لا يشملهما مجال شنغن، متابعا: "نقول لهم نعم أو لا، لكننا لا نواجه بذلك مأساة المتوسط".