أنقذت عارضة الأزياء اليونانية والممثلة السابقة ساندرا تسيليغيردو، لاجئاً سورياً يدعى محمد بسمار من عرض البحر، وذلك خلال رحلة استجمام كانت تقوم بها إلى جانب أفراد من أسرتها وأصدقائها باتجاه جزيرة "كوس" اليونانية اول من امس الخميس. وحسب راديو سوا، قالت تسيليغيردو إنها رأت يدين مرفوعتين في المياه الزرقاء لبحر ايجه، في الوقت الذي قال زوجها ديميتريس بأنه ظن وللوهلة الأولى بأنه غطاس الأمر الذي استدعى أن يوقف محركي اليخت القوي ويستدير بشدة إلى الجهة اليسرى تفاديا للاصطدام به. من جهتها صرخت تسيليغيردو طالبة من زوجها الاستدارة لترى أمرا قالت إنها لن تنساه أبدا، فقد رأت رجلاً نصف واع يستنجد طالباً إلقاء سترة نجاة. وقالت تسيليغيردو ان الأمواج كانت ضخمة و"عندما اقتربنا رأينا شخصا في حالة فظيعة،" قبل أن تمد يدها وتسحب بسمار بمساعدة بعض الأصدقاء إلى متن القارب، لافتة إلى أنه لم يكن باستطاعته المشي أو الوقوف وأن الأمر الوحيد الذي قاله هو إنه من سوريا. وانتشرت قصة هذا الرجل بالتزامن مع إعلان السلطات التركية مقتل ما لا يقل عن 11 لاجئا سوريا بينهم أطفال، الأربعاء بعد غرق قاربين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية. وقد سلك آلاف السوريين والأفغان وغيرهم من اللاجئين هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر بين الساحل التركي وجزر مثل كوس، وساموس وليسبوس في الأسابيع الأخيرة. بسمار واحد من هؤلاء، عاش مرارة التجربة و40 مهاجرا آخرين فجر 27 أغسطس الماضي، بعد أن سقطت المجاديف عن طريق الخطأ في مياه البحر. وتطوع هذا الشاب للغوص بهدف استرجاع المجاديف، غير أن البحر كان هائجا، ووجد نفسه بعيدا عن القارب بعدما قذفته التيارات القوية، وأصبح بالتالي غير قادر على السباحة للالتحاق بقارب أقرانه اللاجئين. حالفه الحظ بعدم الغرق سريعا بعد أن رمى له لاجئ سوري آخر على متن القارب طوق النجاة. وبعد اختفائه في الظلام، انجرف بسمار لساعات وساعات، إلى حين رأته ساندرا تسيليجريدي وزوجها الطبيب ديمتري، اللذان اعتقدا في البداية أنه يمارس الغوص أو الغطس. تباطأت سرعة قارب الثنائي اليوناني لتجنب أذية الرجل في المياه، غير أنه كلما اقتربا منه أدركا أن الشخص يعاني صعوبات بالغة. ساعد الزوجان وأصدقاؤهم اللاجئ السوري الذي كان يعاني من انخفاض حرارة جسمه، ولفوه في المناشف وبسترة. وبعد الوصول إلى البر، خضع بسمار للمساعدة الطبية وسط سعي حثيث للوصول إلى أثينا، ومنها إلى أوروبا الغربية. وعلى صفحته على فيسبوك كتب "أنا آسف جدا لدخولي اليونان بصورة غير شرعية، لكن لم يكن لدي أي وسيلة أخرى للفرار من الحرب التي دمرت بلدي. بقيت لساعات في المياه وظننت أني انتهيت. إلا أن قارب ساندرا اقترب وأنقذني. لا أستطيع أن أجد الكلمات لأشكرها وكل الأشخاص الآخرين على متن قاربها".