تقوم غدا وزيرة الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة الفرنسية سيغولين رويال بزيارة رسمية الى الجزائر بدعوة من الحكومة ووزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، حسب ما اورده بيان لسفارة الفرنسية أمس. ورغم أن زيارة المرشحة السابقة لقصر الإليزي تأتي في سياق مهمة رسمية ستلتقي خلالها عددا من المسؤولين السامين في الحكومة، إلا أن بعض المراقبين لا يستبعدون وجود مقاصد سياسية خفية تهدف من ورائها سيغولين رويال لكسب دعم الجزائر لمرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، لا سيما بعد عودة المياه إلى مجاريها بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وصديقته السابقة سيغولين رويال، التي أمضى معها 30 عاماً وله منها أربعة أطفال. وقد تحاول سيدة البيئة الأولى في فرنسا أن تستغل الخطاب المعادي الذي يبديه مؤخرا الرئيس الفرنسي السابق وأحد مرشحي اليمين نيكولا ساركوزي ضد الجزائر، لتسوق صورة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عند النظام الجزائري بعد أن دخلت الأوضاع الجزائرية سوق المزاد السياسي في فرنسا التي تحضر للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2017، لا سيما وأن فترة حكم هولاند عرفت أرقى مستوى من التبادل والتعاون في شتى المجالات، ما جعل بعض المراقبين يقولون إن البلدين يعيشان شهر عسل. بالنسبة لسيغولين رويال التي تراجع نشاطها السياسي، يمثل الموضوع فرصة جيدة لتعزيز فرص حليفها الحالي فرنسوا هولاند لترشح لعهدة ثانية باسم الحزب الاشتراكي في مواجهة منافسين شرسين من أمثال مانويل فالس ودومينيك ستروس كاهن، في وقت أثبتت الاستطلاعات تراجع شعبية الرئيس الفرنسي ب23 بالمئة. في مقابل هذا الحماس الزائد من جانب الاشتراكيين لإقحام الجزائر ضمن الجدل الانتخابي الفرنسي، يميل مرشح اليمين نيكولا ساركوزي الذي يلقى منافسة شرسة من رئيس الحكومة في عهد جاك شيراك ألان جوبي إلى إبداء مواقف متطرفة ضد كل ما هو جزائري، فقد رافع في تصريحات لجريدة "لوبوان" الفرنسية من أجل إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الجزائر، خاصة ما تعلق باتفاقية إعلان وقف إطلاق النار "إيفيان 19 مارس 1962"، معتبرا أنه قد مر على سنة 1962 وقت طويل، في محاولة يائسة منه لاستمالة الشارع الفرنسي قبيل الرئاسيات، خاصة الوعاء الانتخابي لليمين المتطرف الذي لا ينفك يزداد توسعا يوما بعد آخر. هذه المواقف المتباينة بين مرشحي قصر الإليزي تفتح الباب واسعا أمام حملة انتخابية فرنسية تكون الجزائر في صلبها، والأكيد حولها أن الأمر لم يعد متعلقا بقضايا الهجرة والعلاقات الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل القضايا الداخلية الجزائرية وهو ما يهدد استقرار علاقات لا تزال متذبذبة وهشة، رغم تحسنها بشكل لافت في السنوات الأخيرة.