لم يخرج التقرير السنوي لعام 2015 الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عن التقييم العام الذي دأب عليه منذ سنوات، خصوصا في التركيز على ما يعتبرها مفارقة بين الحريات النظرية للتعبد والاعتقاد التي ينص عليها الدستور وعدد من القوانين والتنظيمات وبين الواقع الذي اعتبر أنه لا يزال يشهد تضييقا على غير المسلمين في أداء شعائرهم وكذا في تولي مناصب سامية في الدولة. وأبرز ما ركز عليه التقرير من حالات خاصة ل "التضييق على غير المسلمين" هو الحكم بالحبس لمدة قصيرة لأحد المفطرين علنا في رمضان، وكذا عدم وجود أي تطورات جديدة حول قضية مسيحيين تم سجنهما من سنوات لأسباب اعتبرتها الخارجية الأمريكية أنه ترتكز على "أبعاد دينية". كما اتهم التقرير الحكومة بممارسة "التعسف" ضد جماعات مسيحية للحصول على اعتماد من أجل القيام بنشاطاتها، وكذا في منح تأشيرات دخول الى الجزائر لأفراد أطقمها، مع تواصل في نشر الاعلام للمسلمين المتنصرين، وكذا المسيحيين الذين اعتنقوا الاسلام، ولكنها نقلت عن أحد رجال الدين البروتستنتيين قوله أنه بعد نشر التقرير العالمي للحريات الدينية العام الماضي لمس سرعة في منح أفراد جماعته لتأشيرات الدخول من طرف وزارة الخارجية. أما عن المجتمع الجزائري فقد وصفه التقرير ب "المتسامح عموما" مع المواطنين الأجانب الذين يؤدون شعائرهم الدينية، لكن اليهود وبعض المسيحيين من المسلمين "يضطرون لإخفاء هوياتهم خوفا على سلامتهم"، كما أن التقرير لاحظ أيضا الادانة العلنية لرجال السياسة لاستعمال العنف باسم الاسلام . لكن أكثر ما يلفت في التقرير السنوي للحريات الدينية الصادر عن الخارجية الأمريكية هو اشارته الى أن وسائل الاعلام الجزائرية نقلت عن سياسين جزائريين متضامنين مع الشعب الفلسطيني استعمالهم بعض "التعابير الشعبوية المعادية للسامية" وهذا خلال العدوان الاسرائيلي صيف العام الماضي على قطاع غزة ? تمت الإشارة اليه في التقرير ب "حرب غزة"- كما ركز التقرير مطولا على نشاطات السفارة الأمريكية في الجزائر حول موضوع الحريات الدينية، وأهممها اللقاءات مع المسؤولين خلال شهر رمضان الماضي، و التي تركزت على تشجيع الحكومة من أجل "ترقية التسامح الديني"، و كذا التقليل من "الصعوبات" التي تواجهها الجماعات المسيحية من أجل التسجيل لدى وزارة الداخلية وتسهيل نشاطاتها"، كما حصلت لقاءات أخرى بين من وصفتهم بالزعماء الدينيين المسلمين والمسيحيين و اليهود هذا بالاضافة الى ما اعتبرته الخارجية الأمريكية بالتواصل المكثف بين السفارة الجمهور الجزائري من خلال مشاركة السفيرة في نقاشات مباشرة عبر الانترنت باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية حول مسألة التسامح الديني، بالاضافة الى حلولها ضيفة على قناة القرآن الكريم للإذاعة الوطنية. وعن الديموغرافيا الدينية أكد التقرير أن المسلمين يشكلون 99 بالمئة من المسلمين، فيما يقدر عدد اليهود ب 200 شخص أما المسيحيون فيتراوح عددهم بين 20 ألف و 100 ألف . وبخصوص التشريعات الجزائرية وارتباطها بالشريعة الاسلامية فقد كرر التقرير انتقاده لقانون الأسرة، وخاصة عدم اتاحة زواج غير المسلم بالمرأة المسلمة، ووجوب توفر ولي للمرأة كي تتم إجراءات الزواج، كما استرجع التقرير قضية الكاتب والصحفي كمال داود مع عبد الفتاح حمداش التي صنعت الحدث السنة الماضية.