انتقل إلى رحمة الله العلامة الشيخ عبد الرحمن الجيلالي، ليلة أول أمس بمستشفى عين طاية بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 102 سنوات، ونقل جثمان الفقيد بعد صلاة الجمعة إلى دار الإمام بالمحمدية لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، وووري المرحوم التراب أمس بعد صلاة العصر بمقبرة سيدي امحمد، ويعد الشيخ عبد الرحمن الجيلالي أحد أبرز المشايخ وعلماء الدين في الجزائر خلال القرن الماضي. ويذكر أن العلامة الجيلالي الذي ولد في التاسع من شهر فيفري سنة 1908 بحي بولوغين بالجزائر العاصمة يرجع نسبه إلى الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما، بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وحفظ الشيخ القرآن عن عدة شيوخ في المساجد والزوايا منهم عبد الحميد بن سمايا وتتلمذ عند الشيخ المولود الزريبي الأزهري والشيخ الحفناوي حتى أصبح فقيها وعالما في الشريعة وعلوم الفقه واللغة والتاريخ. وقد تولى العلامة الجيلالي التدريس بعدة مساجد على مستوى العاصمة أبرزها جامع الكبير والجديد وسيدي رمضان والسفير، وكذلك درس العلامة في مدرسة الإحساس ومدرسة الهداية. وعمل الراحل بعد الاستقلال أستاذا جامعيا ومدرسا للفقه المالكي، كما التحق بالإذاعة الوطنية التي قدم فيها برامجه المجيبة على تساؤلات المستمعين الدينية، فاشتهر ببرنامج لكل سؤال جواب وبرنامج رأي الدين في أسئلة المستمعين الذي لعب دورا كبيرا في توعية الناس بحكم اعتماده على نهج الإصلاح الديني، ومع الأيام تحولت الإذاعة بفضل الله ثم جهود العلامة الشيخ الجيلالي إلى مدرسة للتربية والتوجيه. وحصل الفقيد على جائزة الجزائر الأدبية الكبرى سنة 1960 وعلى شهادات تقدير من الرئيس الشاذلي بن جديد عام ,1987 كما منحته جامعة الجزائر شهادة دكتوراه فخرية بتوصية من الرئيس بوتفليقة، وقد عبر الشيخ عبد الرحمان الجيلالي عن غبطته وابتهاجه الكبير بهذا التكريم الذي اعتبره من أهم المحطات في حياته وفي سلسلة عمره الطويل.