مرة أخرى وفي أقل من شهر، تتعرض عاصمة البلاد إلى فيضانات عارمة بعد ساعات قليلة فقط من تهاطل الأمطار التي غمرت مختلف الأحياء والشوارع، بعد أن أغرقت أحياء بكاملها، وتشرد مواطنون وغمرت السيول منازلهم، بسبب البالوعات المسدودة التي حاصرت الأحياء، وشلت حركة المرور، زيادة عن توقف حركة الترامواي الذي عجز عن الحركة أمام الأمطار المتهاطلة، فيما تم تسجيل ثلاثة حوادث لشرارة كهربائية وتساقط للأشجار بالعاصمة. تسونامي يصيب 100 عائلة تقطن بأقبية 5 جويلية استيقظت 100 عائلة تقطن بأقبية عمارات حي 5 جويلية بباب الزوار على تسونامي أتى على كل أثاثها، حيث غمرت المياه المتدفقة بسرعة البرق أرضية المنازل ووصل منسوبها إلى حوالي المتر حسب العائلات، التي أخرجت أبناءها إلى السكان المجاورين بعد أن منعتهم من الذهاب إلى المدارس فيما ظل أثاثها يسبح في بركة من المياه، ولا تعتبر هاته المرة الأولى التي تغرق فيها أقبية 5 جويلية في مياه الأمطار، حيث كان في كل مرة السكان يطالبون بتسوية وضعيتهم إزاء عملية إعادة الإسكان، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث تم ترحيل 100 عائلة سابقا، على أن يتم ترحيل البقية بعد رمضان الفارط، ولكن ورغم مرور أزيد من ثلاثة أشهر لا تزال الوضعية على حالها لتجدد العائلات نداءها طلبا لترحيلها قبل فصل الشتاء. المياه تحاصر أزيد من ألف عائلة بالحي القصديري بوسماحة وبالحي القصديري بوسماحة المجاور لجامعة بوزريعة، أعلنت حالة الطوارئ من طرف أزيد من ألف عائلة تتكبد المعاناة منذ 25 سنة، حيث غمرت المياه كل الأكواخ القصديرية، فيما ارتفع منسوب الوادي المجاور للحي وتسرب ل«البرارك" التي لم يجد سكانها المفر أمام تهاطل الأمطار الغزيزة الذي تسرب إلى أكواخهم الهشة عن طريق"الترنيت المثقوب" وطرقات الحي الضيقة التي غمرتها المياه والأوحال ومنعت مساعدة العائلات لبعضها البعض وتم تسجيل حالة انهيار جدار لكوخ هش وإصابة الأطفال بالذعر والخوف، خاصة أن ذويهم منعوهم من الذهاب إلى المدرسة بعدما سدت طرقات الحي الذي لم يزره أي مسؤول لطمأنة العائلات التي لاتزال تطالب بنصيبها في السكن. مقصيو الرملي يحتجون أمام بلدية جسر قسنطينة ويطالبون بإنصافهم عاشت العائلات المقصية من عملية الترحيل التي مست حي الرملي القصديري ببلدية جسر قسنطينة ليلة سوداء بعد أن تشردت بين عشية وضحاها، حيث تقبع العائلات حاليا في وسط المدينة وبالقرب من الملعب البلدي، آملين في إعادة إسكانهم، إلا أن الأمطار جعلتهم يمضون ليلة سوداء بعد أن ابتل أثاثهم ولم يجدوا مكانا للمبيت فيه، الأمر الذي دفعهم صبيحة أمس إلى الاحتجاج أمام مقر البلدية والمطالبة بلقاء المير الذي رفض استقبالهم وظلوا لساعات تحت الأمطار في انتظار بصيص أمل هم وأطفالهم الذين منعوا من الدراسة بتاريخ 7 أكتوبر المنصرم بسبب عملية الإقصاء، مطالبين الوالي زوخ بالتدخل ولو بالسماح لأبنائهم بمزاولة الدراسة إلى غاية إيجاد الحل النهائي لهم ودراسة جميع الطعون. الأمطار تشل ترامواي العاصمة وطلبة وعمال ظلوا لساعات في الشارع كالعادة وككل فصل شتاء، يصاب مستعملو التراموي بخيبة أمل كبيرة، نظرا إلى توقف حركته بالكامل لساعات طويلة بعد أن غمرت المياه سكة الترمواي ومنعته من السير عبر مختلف المحطات، حيث وجد المسافرون بمحطة المعدومين لحسين داي أنفسهم دون مواصلات نحو الجهة الشرقية للعاصمة بعد توقف التراموي، خاصة أمام انعدام وسائل النقل نحو تلك الجهة، حسبما أكدته إحدى المسافرات وهي طالبة جامعية بجامعة باب الزوار، التي قالت ل«البلاد" إن صاحب سيارة أجرة طلب منها منحه مبلغ 500 دينار لإيصاله وهو مبلغ لم تكن تحمله، مطالبة السلطات بإيجاد حل سريع لمشكل توقف الترامواي كل فصل شتاء، بينما غمرت المياه الشوارع الرئيسية للعاصمة، على غرار شارع حسيبة ومخرج محطة القطار أغا الذي منع المسافرين من الخروج إلى جانب انسداد كبير للبالوعات بمختلف الأحياء الشعبية، حيث هب أعوان الصيانة في عملية التسريح التي وجب أن تقوم بها السلطات البلدية قبل موسم الأمطار.