قالت مصادر متخصصة إن بنك ''سوسيتي جنرال'' الفرنسي، الذي يعد أكثر البنوك الأجنبية نشاطا في الجزائر، يوجد في مرمى بنك الجزائر بشكل يهدد وتيرة وسرعة انتشاره في السوق. وأضاف موقع ''مغرب سري''، أن بنك الجزائر لم يوافق على طلبات البنك الفرنسي لفتح فروع جديدة في عدد من المدن والمناطق الجزائرية دون تقديم مبررات مقنعة. وأعلن محافظ بنك الجزائر قبل شهر في تقريره السنوي المقدم للنواب، عن تلقي هيئته 83 طلبا لإقامة مصارف ومؤسسات مالية وفتح فروع منها 3 طلبات لفتح ثلاث مؤسسات مالية أرسل على إثرها 15 طلبا لاستكمال الملفات. وأعلن البنك الفرنسي قبل فترة أنه تقدم بطلبات لفتح 20 وكالة جديدة في سنة 2009 دون رد من بنك الجزائر، سبب انزعاج البنك من هذا الوضع الذي يؤثر على انتشاره في السوق. ويربط بين التعقيدات التي يواجهها البنك الفرنسي والوثيقة المسيئة للجزائر التي ظهرت في مطلع الصيف الماضي والتي أعدت من قبل قسم الإشهار والتسويق بالمؤسسة المالية الفرنسية، إلا أن مصادر أشارت إلى أن تلكؤ بنك الجزائر في منح الرخص للبنك الفرنسي يعود إلى ما قبل صدور التقرير المشين. ورغم اعتذار ''سوسيتي جنرال'' عن تلك الإساءة، لازال تيار من أصحاب القرار المالي يطالبون بسحب الرخصة من البنك الفرنسي، وبرزت هذه المطالب خلال مناقشة تقرير محافظ بنك الجزائر بالمجلس الشعبي الوطني، حيث طالب برلمانيون باتخاذ الإجراءات القانونية في حقه، وقال وزير المالية الأسبق عبد الكريم حرشاوي، ''لو كنت وزيرا للمالية لما انتظرت لحظة في تطبيق القانون عليها''. وتضمن التقرير الصادر عن البنك الفرنسي، خلاصات تشير إلى أن الجزائر أصبحت دولة شمولية منذ مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مضيفا أن النظام الجزائري أصبح يستمد بقاءه من تهدئة غضب الشعب واقتسام السلطة مع الإسلاميين وشراء ذمم الأحزاب الديمقراطية وأن الجزائر توجد على فوهة بركان، ولأن الرشوة أصبحت سلوكا يمارسه عموم الشعب وأن الجزائريين أصبحوا يعيشون مخدرين بين كرة القدم والمساجد، ملصقين ظاهرة الرشوة برئيس الجمهورية. وأرفق التقرير بصورة تظهر الجزائريين كشعب مهووس يعاني الحرمان من كل شيء. وينظر إلى التضييق على سوسيتي جنرال الذي يشتبه في كونه أحد ملاذات تبييض الأموال في العالم، بأنه خوف من الانتشار الرهيب للمؤسسة المالية في السوق الجزائرية، حيث يتجاوز عدد زبائنه مئة ألف منهم عدد من كبار الزبائن، وأن التوقعات تشير إلى قدرته على الانتشار ليبلغ أكثر من 100 وكالة عبر القطر الجزائري في حدود عامين من الآن وبلوغ نصف مليون زبون، وهو متواجد حاليا في 14 ولاية كبرى، أهمها العاصمة التي يتوفر فيها حسب موقعه الالكتروني على 32 وكالة.