الحماية المدنية تجنّد وحدات استثنائية للتكفل بالمنكوبين أدّت الأمطار الغزيرة المتهاطلة خلال ال24 ساعة الأخيرة، إلى شل حركة المرور في عدّة ولايات وتسببت في تشريد مئات العائلات بسبب ارتفاع منسوب مياه الأودية وانهيار مبان، فيما خرج المنكوبون للشارع احتجاجا على لامبالاة المسؤولين. وأوضحت المديرية العامة للحماية المدنية أنه تم وضع كل الوحدات في حالة التأهب القصوى، خصوصا أن عدد التدخلات يتزايد في مثل هذه التقلبات الجوية. وقد تجند لهذه العملية أزيد من 30 وحدة رئيسية وفرعية متمركزة في الولايات التي حذرت من قدوم الاضطراب الجوي إليها في النشرية الجوية الخاصة. أحدثت الاضطرابات الجوية حالة من الطوارئ والفوضى في آن واحد، عبر 22 ولاية ساحلية وداخلية. وأفاد مصدر من الحماية المدنية أن عدد التدخلات الخاصة بامتصاص السيول وإنقاذ محاصرين جراء الأمطار فاق ال700 تدخل عبر الوطن. ووقعت عدة حوادث انهيار لجدران المنازل وأسقف البنايات تسببت في وقوع جرحى بالمدينة القديمة في عنابة، فيما سجلت إصابة عدة أشخاص بجروح بسبب حوادث مشابهة بكل من الطارف وسوق أهراس وباتنة. وجدد قاطنو الأحياء الهشة بولاية عنابة احتجاجهم على تماطل المسؤولين المحليين في الإيفاء بوعودهم، المتعلقة أساسا ببعض المطالب الاجتماعية كالترحيل وتهيئة شبكة الطرقات وتأهيل المباني المهددة بالانهيار. وفي بلدية العلمة، خرج العشرات من سكان 4 أحياء تحت زخات المطر وأضرموا النيران في العجلات المطاطية لمنع حركة سير المركبات، منددين بما سموه التخلف والتهميش، وعدم تحرك المسؤولين في إنقاذهم وصفوه بالتخلف والنسيان المستمرين. كما عبّر سكان حي بومرقد ببرج بوعريريج، عن استيائهم من الوعود المتكررة للسلطات المحلية، ومعاناتهم من تردي ظروف الحياة، خاصة مع تهاطل الأمطار. كما أدى ارتفاع منسوب مياه وادي سيبوس في شقه بولاية الطارف، بفعل الأمطار المتساقطة منذ أول أمس، إلى قطع الطريق الوطني رقم 84 الذي غمرته المياه على طول 3 كلم، أين شلت حركة المرور تماما، خاصة أنه يربط بين أكبر بلديتين بالولاية من حيث الكثافة السكانية، وهما بلديتا الذرعان والبسباس. وشهدت ولاية أم البواقي هطول أمطار طوفانية، خصوصا على محور عين مليلة أولاد حملة وسوق نعمان، حيث سجلت العديد من الخسائر النباتية ورؤوس المواشي بقرية أولاد ملول التي غمرتها مياه الأمطار الرعدية المصحوبة بحبات البرد. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية وعمال البلدية، حيث تم إجلاء 60 عائلة تتكون من 300 فرد ونقلها إلى مسجد القرية لقضاء ليلتها هناك، بعدما غمرت المياه كل محتويات السكنات.