تعرف أسعار السيارات الجديدة ارتفاعا كبيرا في قلب موسم التخفيضات السنوية، حيث ألغى أغلب الوكلاء عروضهم الخاصة بنهاية السنة بعد أن تأثرت سوق السيارات بالتضييق الممارس على الواردات من المركبات الجديدة، وخابت آمال العائلات التي انتظرت موسم التخفيضات للبحث عن سيارة جديدة عند وكلاء السيارات، في وقت يبعد لهيب الأسعار في سوق السيارات المستعملة كل من يريد الاقتراب، ليبقى المواطن رهينة سياسات شد الحزام التي تنتهجها الحكومة والتي وضعت قدرته الشرائية على المحك. وكانعكاس منطقي للإجراءات المتخذة من الحكومة تحقيقا لأهداف تخفيض فاتورة الاستيراد، وتداعيات العمل بدفتر الشروط الموجهة لنشاط وكلاء السيارات، ارتفعت أسعار عند أغلب الوكلاء و يمكن استنتاج صور عن الارتفاع الذي يميز الأسعار عند كيا موتورز الجزائر، حيث باتت سيارة المدينة الصغيرة التي أعجب بها الجزائريون منذ زمن "بيكانتو" في غير متناولهم بما أنها وصلت حد 180 مليون سنتيم. في فئتها الرياضية الجديدة، حيث تعاني "كيا موتورز الجزائر" مثل وكلاء السيارات الآخرين منذ أشهر من تجميد عمليات الاستيراد وتطبيق القوانين التي تنظم بيع السيارات الجديدة في الجزائر ورغم أن الزيادات كانت متوقعة بعد انهيار سعر صرف العملة الوطنية "الدينار" أمام العملات الصعبة وعلى رأسها الدولار واليورو، إلا أن العديد من المراقبين اعتبروا أن موجة الأسعار بلغت مرحلة مبالغ فيها، بعد أن تعدى مثلا سعر سيارة سوزوكي سيليريو ال 1.300.000 دج شامل كل الرسوم، وسيارة بيجو 208 التي تعدى سعرها حاجز ال200 مليون سنتيم، جاء دور بيكانتو التي أصبحت اليوم تعرض ابتداء من 1.565.000 دج شامل كل الرسوم للنسخة القاعدية لتبلغ نسختها الرياضية كاملة التجهيزات ال181 مليون سنتيم. ولم تقتصر الزيادات على السيارات الآسيوية والفرنسية، بل تعدتها إلى السيارات الألمانية، حيث سجلت علامة "فولكسفاغن"، الممثلة من طرف مجموعة "سوفاك" في الجزائر، زيادات بالجملة، خاصة على أنواع السيارات بولو، غولف وتيغوان وارتفعت أسعار بولو بقيمة 50.000 دج، لتعرض ب1.799.000 دج بالنسبة ل«بولو تراند لاين 1.6 ل 90 حصان"، وبسعر 2.200.000 دج بالنسبة ل«بولو كارت"، فيما ارتفع سعر "غولف تراندلاين" ، بقيمة 110.000 دج، لتعرض بسعر 2.870.000 دج، بينما سعر تيغوان أر-لاين DSG ارتفع بقيمة 50.000 دج دفعة واحدة، لتعرض بسعر 6.200.000 دج. للإشارة، انخفضت واردات السيارات بنسبة 35 بالمائة حسب آخر ءرقام مديرية الجمارك للأشهر العشرة الأولى ل2015، وتشير أرقام الجمارك التي تخص 45 وكيلا ينشط في السوق الوطنية إلى وجود منحى تنازليا بالنسبة للعلامات الأوروبية خاصة الفرنسية والألمانية، حيث عرفت انخفاضا في القيمة والعدد. وهذا بعد أن شرعت الحكومة في تطهير السوق وعقلنة عمليات استيراد السيارات من خلال إعداد دفتر الشروط متعلق بشروط وكيفيات ممارسة نشاط وكلاء السيارات الجديد. الذي يتزامن مع دخول حيز التنفيذ رخص استيراد السيارات في 2016.