شكّل مؤتمر باريس لتغير المناخ فرصة لنقاشات مطولة حول التغيرات المناخية، لكنها ربما لم تتطرق لست حقائق وتوقعات عن المناخ، الذي ظل مستقرا إلى ما قبل الثورة الصناعية. وأدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام ال150 الماضية إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، فأطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون، مما أدى إلى رفع حرارة كوكب الأرض. ولأخذ فكرة دقيقة عن درجة حرارة الأرض، فإن هناك حاجة لقياسها على المدى الطويل، وتساعد السجلات التاريخية في معرفة معلومات عن الحرارة في الماضي، والأمر نفسه بالنسبة لسجلات سرعة السفن، والمعلومات التاريخية عن الزراعة. وتؤكد منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن الأطفال سيكونون الأكثر تضررا من التغير المناخي في العالم، وقالت إن 115 مليون طفل يعيشون في مناطق هي الأكثر تعرضا للأعاصير، وإن نحو نصف مليار طفل يعيشون في مناطق تهددها الفيضانات، في حين يعيش أكثر من مئة مليون في مناطق هي الأكثر عرضة للجفاف. وربما تكون أزمة اللاجئين التي فرضت نفسها العام الحالي أكثر من غيره مجرد أنموذج لهجرة مئات الملايين حول العالم حسب بعض التقديرات إذا تواصل الاحتباس الحراري دون رادع، وذكر مكتب الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث أنه منذ عام 2008 يُشرد نحو 22 مليون شخص كل عام بسبب الكوارث المتعلقة بالمناخ، وتوقع أن يرتفع الرقم إلى مليار شخص. وربما يكون حصول ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية أسوأ كوارث التغير المناخي، حيث تتوقع منظمة الغذاء العالمية (فاو) أن تتأثر سلبا البلدان النامية الأشد فقرا، سواء في الوقت الراهن أو خلال خمسين وربما مئة سنة قادمة، خاصة مع تقلص مساحة الأراضي الزراعية وإنتاجها المحتمل، ويتوقع أن تكون الدول الأفريقية في جنوب الصحراء أشد المناطق تضررا. وأسست نحو عشرين دولة في السنوات الماضية منتدى يضم الدول الأكثر تضررا من التغير المناخي لتوحيد صوتها في المحافل الدولية، ومن بين تلك الدول المالديف والفلبين وبنغلاديش. من ناحية أخرى، أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باتفاق قمة المناخ في باريس، ووصفه بأنه "قوي وتاريخي" والفرصة المثلى لإنقاذ الأرض من آثار التغير المناخي العالمي، وكانت عدة دول ومنظمات قد أكدت من جهتها ترحيبها بالاتفاق بعيد إقراره مساء اليوم بالعاصمة الفرنسية. وقال أوباما في البيت الأبيض بعيد إبرام الاتفاق في باريس إن اتفاق باريس "يرسي إطارا مستديما يحتاج العالم إليه لحل الأزمة المناخية"، مشيرا إلى أنه يوفر آليات وهيكلا لمعالجة هذه المشكلة بصوة مستمرة وفعالة. وكان ممثلو الدول في القمة قد رحبوا في الجلسة العلنية بالاتفاق، وأبدت نيكاراغوا وحدها بعض التحفظات، بينما وصفت وزيرة البيئة في جنوب أفريقيا أيدنا موليوا -التي ترأس بلادها مجموعة ال77 مع الصين "134 دولة"- تبني الاتفاق بأنه "لحظة تاريخية". ورأت منظمة السلام الأخضر "غرين بيس" -كما عدة منظمات غير حكومية- الاتفاق بأنه يشكل "منعطفا". وكان المشاركون في قمة المناخ في باريس قد أقروا اتفاقا عالميا لمواجهة الاحتباس الحراري بموافقة 195 دولة، ووصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاتفاق بأنه عادل ومتوازن وملزم قانونيا.