يخيم الهدوء الحذر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد تبادل القصف من على جانبي الحدود. واستهدف القصف مناطق غير مأهولة في البلدين، ودون وقوع إصابات أو أضرار. وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان إلى سقوط تسع قذائف مدفعية في جنوب البلاد، وفي المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع أطلِقت منها ثلاثة صواريخ تجاه مدينة نهاريا على الحدود اللبنانية. وجاء هذا التدهور الحدودي بعد ساعات من اتهام حزب الله إسرائيل بقتل القيادي في الحزب سمير القنطار في غارة شنتها على مبنى كان يتواجد فيه بحي الحمصي في بلدة جرمانا بريف دمشق. وقالت إن الصواريخ الإسرائيلية سقطت في منطقة غير مأهولة جنوبي مدينة صور، يُرجح أن تكون المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ التي وقعت في جنوب إسرائيل. وأكد مصدر أمني أن "ثلاثة صواريخ كاتيوشا أطلقت من بلدة جنوب مدينة صور، تبعد نحو خمسة كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل". وتحدثت التقارير عن تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي من جنوبلبنان وصولا إلى تخوم بيروت. وأشار إلى أن الجيش اللبناني سيّر دوريات وانتشر في صور بحثا عن المنصات التي أطلقت منها الصواريخ. وقال إن قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في جنوبلبنان بدأت اتصالات بين اللبنانيين والإسرائيليين لتفادي تدهور الأوضاع بين الجانبين. ومن جانبه، حمل الجيش الإسرائيلي في بيان الحكومة اللبنانية المسؤولية عن الهجمات التي تنطلق من أراضيها، وأنه "سيواصل التصدي لأي محاولة للإضرار بسيادة إسرائيل وأمن مواطنيها". ولفتت التقارير إلى أن إسرائيل فتحت الملاجئ في بلدات إسرائيلية حدودية مع لبنان عقب إطلاق الصواريخ. وفي هذه الإثناء توقع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف أميدرور أن يسعى حزب الله إلى "انتقام محدود" لمقتل القنطار، لكنه قال إن "الحزب مثله مثل إيران مشغول بالقتال في سوريا بصورة لن تسمح له بفتح جبهة جديدة مع إسرائيل". وشنت إسرائيل حربا على لبنان عام 2006، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى ودمارا كبيرا.