تسريب تفضح الصراعات داخل التنظيم الإرهابي وتكشف المستور كشفت وثائق مسربة، أن تنظيم داعش الإرهابي، أنشأ إدارات للتعامل مع "غنائم الحرب" ومن بينهم الأسرى واستغلال الموارد الطبيعية مثل النفط، ليوفر بذلك أدوات الحكم التي تمكنه من إدارة مساحات واسعة في سوريا والعراق ومناطق أخرى. ويقول "آموس هوشتين"، أكبر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عن شؤون الطاقة، إن الوثائق تظهر أيضا كيف يتسم التنظيم "بالدقة الشديدة ويعتمد على البيانات" في إدارة قطاع النفط والغاز، رغم أنها ليست عملية معقدة. وتبين الوثائق، أن التنظيم ليس بمنأى عن المنافسات والمواجهات الشخصية، التي تتسم بها البيروقراطية في كل مكان. وفي 21 نوفمبر 2014 أكدت رسالة من ديوان الموارد الطبيعية، أن أبو سياف هو المسؤول عن إدارة شؤون الآثار.وتعزي الرسالة ذلك إلى معرفته الكبيرة بهذا المجال، وبعدم قدرة أبو جهاد التونسي على تولي هذه الإدارة. ويقول مسؤولون أمريكيون، إن الوثائق التي عثرت عليها القوات الأمريكية الخاصة، في غارة مايو أيار في سوريا، أسفرت عن مقتل أبو سياف أكبر مسؤول مالي في داعش ساعدت في زيادة فهمهم للتنظيم المتشدد، الذي تفاجأ الكثيرون بقدرته على إدارة الأراضي التي استولى عليها. ووفرت هذه الوثائق لمحة، عن كيف طور التنظيم، الذي كان جماعة صغيرة ذات يوم، بيروقراطية معقدة لإدارة مصادر الدخل من النفط المنهوب إلى الآثار المسروقة، والاشراف على شؤون حياة سكان المناطق التي استولى عليها. وقال "بريت مكجيرك"، مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاص إلى التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش "هذا يوضح حقيقة الأمر. مستوى البيروقراطية والتنظيم والدواوين واللجان، فعلى سبيل المثال يتعامل أحد الدواوين -الذي يقوم بمهام الوزارة – مع الموارد الطبيعية بما في ذلك استغلال الآثار المنهوبة من الامبراطوريات القديمة، بينما يدير ديوان آخر "غنائم الحرب" بما في ذلك الأسرى". من ناحية أخرى، أجرت وكالة أنباء "سبوتنيك" حوارًا مع أحد عناصر داعش المحتجزين في السجون الكردية يدعى عبد الرحمن عبد الهادي ذياب ويبلغ من العمر 20 عامًا، من قرية "تل براك" في محافظة الحسكة السورية. وقد اعتقل الأسير بداية ديسمبر الجاري في قرية حرستا بينما يواصل شقيقه القتال في صفوف "داعش". وكشف عبد الرحمن أنه كان يتدرب على القتال هو ورفاقه في أضنة التركية متسترين بانتمائهم لل"الجيش السوري الحر". وذكر الأسير أنه التحق بتنظيم ما يسمى ب"داعش" سنة 2013 للقتال ضد القوات الحكومية السورية. وذكر أنه في أوت 2014 تلقى تدريباته في أضنة، ضمن إطار جماعة قوامها ستون عنصرا كانت تتدرب مرة في الأسبوع على الرماية من بندقية كلاشنكوف الآلية، والرشاشات وغيرها من الأسلحة، قائلا: "كنا نتدرب في تركيا، وذلك نظرا لأن قيادة "داعش" اعتبرت وجودنا هناك آمنا، خصوصا وأن التدريب في سوريا كان متعذرا على وقع الغارات الجوية".