اعترف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، بوجود تجاوزات في منح التراخيص الطبية لحجاج غير مؤهلين صحيا لأداء مناسك الحج، موضحا أنه ''سيتم إخضاع عملية المصادقة على هذه التراخيص للمزيد من المراقبة خلال المواسم المقبلة''·وأكد ولد عباس في رده على سؤال ل ''البلاد'' حول الإجراءات التي ستتخذها مصالحه في حق الأطباء الذين يثبت تورطهم في منح تراخيص طبية لتأدية مناسك الحج تنافي المؤهلات الصحية للحاج، أن ''هناك نوعا من التواطؤ الفاضح بين بعض الأطباء المكلفين بتحرير هذا النوع من التراخيص - التي تعتبر التأشيرة الأولى والأساسية لتأدية هذه الفريضة- وبين بعض الحجاج، وهذه الوضعية لا تعتبر جديدة وإنما تكررت بتكرر المواسم، إلا أن هذا لا يعني الإقرار باستمرارية الأمر''، مضيفا ''سنتخذ كافة الصيغ الإجرائية والردعية التي ترمي إلى وضع حد لسلسلة التجاوزات المحسوبة على عمليات منح التراخيص الطبية مستقبلا''·وانطلاقا من الاعتراف الصريح الذي جاء على لسان المسؤول الأول في قطاع الصحة، خلال اللقاء الذي نظمه أمس بمقر وزارته لمناقشة مهام أعضاء البعثة الصحية للبقاع المقدسة، فإنه يتعين إعادة النظر وتقييم المسؤولية الممنوحة للجان الطبية الولائية التي أسند إليها دور معالجة الحجاج الذين يتقدمون لسحب دفاترهم الصحية، وذلك لتحديد أهلية الحاج ووضعه الصحي ونوع مرضه في حالة وجوده·وحول حصيلة الوفيات المسجلة بين أوساط الحجاج خلال موسم العام الجاري، كشف الوزير أن ''العدد قفز إلى 29 حالة وفاة، ضمنهم ثماني وفيات تعود لمهاجرين جزائريين، في حين قدرت الحصيلة خلال موسم 2009 بنحو 15 حالة''· وأكد ولد عباس، أن التغطية الصحية التي ميزت موسم حج 2010 قد اهتمت بتسديد كافة النقائص المسجلة خلال الأعوام الصارمة وأخذت بنظر الاعتبار حاجيات الحجاج الصحية سواء على مستوى توفير كافة أنواع الأدوية بنحو 300 مادة صيدلانية، أو تجهيز المستشفى المركزي بمكة والملحقات الستة الموزعة على البقاع، وصولا الى تجنيد 120 عضو لخدمة 35 ألف و600 حاج، أغلبهم من فئة عمر 60 إلى 80 سنة، وفي هذا الإطار بلغت عدد الفحوصات التشخيصية 40 ألف ,866 من بينها 12 ألف و 489 فحوصات عامة·وقد تابعت المراكز الاستشفائية السعودية، الحالة الصحية ل28 حاجا جزائريا، أغلب الفحوصات المقدمة لهم تمحورت حول الأمراض القلبية بنسبة 18 بالمائة· في حين بلغت نسبة المتابعات الصحية الخاصة بالأمراض العقلية على مستوى ذات الهيئة نحو 6,3 بالمائة· في حين تولى المستشفى المركزي الجزائري متابعة 94 حالة صحية، أغلبها ترتبط بالأمراض الصدرية بنسبة 18 بالمائة· أما التدخلات الصحية الخاصة بالأمراض العقلية، فقدرت ب12 بالمائة، تخص 6 حالات أصيب أصحابها بارتهان عقلي عند وصولهم إلى البقاع·وأعلن الوزير، في سياق مغاير، أنه سيتقدم بملف للوزير الأول، أحمد أويحيى، بملف يتضمن الإجراءات التحفيزية التي تسعى لتخصيص إتاوات لفائدة الأطباء الأخصائيين المتواجدين في مناطق معزولة بغرض توفير الرعاية الصحية للمواطنين، مشيرا إلى التنسيق الذي يجمع دائرته الوزارية ووزارة دحو ولد قابلية، لتوفير السكن لجميع الأطباء الأخصائيين المحولين إلى ولايات أخرى·