أقصت اللجان الطبية المكونة من 62 لجنة خاصة بفحص 36 ألف حاج جزائري 74 جزائريا مرشحا لأداء مناسك الحج للسنة الجارية بعد أن أثبتت الفحوصات والتحاليل الطبية عجزهم الصحي في أدائهم لهذه الشعيرة، حيث أن أغلب المقصيين من كبار السن ومعاناتهم من أمراض كانت وزارة الصحة قد أحضرتها على زوار بيت الله الحرام أفاد أمس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس أثناء عرضه أمام لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الوطني أن أغلبية الحجاج الجزائريين تشكل نسبة 75 بالمائة منهم من المسنين، وحسبه، فإن المقصيين من الحج والذي لا يمثل نسبة كبيرة بالنسبة لعدد الحجاج جاء بناء على أسباب تتعلق أساسا ببلوغ الحاج أكثر من 80 سنة، فقدان العقل والجنون، مرض السكري بدرجة مرتفعة، وأمراض السرطان والحمل في الشهرين الأخيرين، غير أن الوزير لم يستبعد وجود تسريبات لحجاج يعانون من الأمراض سالفة الذكر ككل سنة. أما عن أهم الأمراض التي تم بموجبها منع الحجاج من زيارة البقاع المقدسة فتتمثل في أمراض القلب والشريان الخطيرة، الأمراض العقلية الخطيرة، السرطان في حالة متقدمة، العجز الكلوي، مضاعفات مرض السكري، حالة الحمل في الثلاثي الثالث. وفي هذا الإطار أكد الوزير أنه تم استحداث هذه السنة شبه مستشفى بمكةالمكرمة إلى جانب 7 وحدات طبية فرعية موزعة عبر التجمعات السكانية في كل من مكةوالمدينةوجدة، وهذا يقول الوزير من أجل توفير التغطية الصحية الكاملة للحجاج، مؤكدا أن الفرق الطبية المتنقلة عبر المخيمات في كل من منى وعرفات تصادفها أكبر المشاكل في الحج. مع العلم أن البعثة الطبية مكونة من 55 طبيبا و50 ممرضا، منهم 14 قابلة، 7 محضر صيدلي، 8 سائقي سيارات الإسعاف موزعين على نحو 80 عضوا في مكة، 30 في المدينة و10 أعضاء في جدة، محملين بتسعة أطنان من الدواء تشمل أكثر من 300 نوع. وأشار في نفس السياق إلى أن أول دفعة من البعثة الطبية انطلقت في العاشر من أكتوبر الجاري، في انتظار أن يطير الوزير لمرة أو مرتين لتفقد الحجاج صحيا في البقاع المقدسة الأيام المقبلة. وبخصوص الأدوية الموفرة لهذا الغرض أكد ولد عباس أن كمية الأدوية التي قدرت ب 9 طن تم إرسالها الى البقاع المقدسة، كما التحق الفريق الطبي الخاص بالبعثة الجزائرية للحج بالمستشفى المتواجد بمكة منذ 10 أكتوبر الجاري. وفيما يخص النشاطات الطبية التي قامت بها البعثة الطبية خلال الموسم الماضي للحج فأشار وزير الصحة إلى أنها ''ناهزت 53 ألف فحص طبي منها أكثر من 19 ألف علاج عام و 386 مراقبة صحية و 23 ترحيلا صحيا''، مسجلا وفاة 21 حاجا. أما فيما يتعلق بالأمراض المسجلة خلال الموسم الفارط فأكد أن أمراض الأنف والحنجرة مثلت نسبة أكثر من 45 بالمائة من الإصابات، في حين بلغت أمراض الضغط الدموي نسبة 30ر14 بالمائة أما مرض السكري فبلغت نسبة الإصابة به 27ر12بالمائة. وفي رده على أسئلة لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الوطني أكد ولد عباس أن قطاعه ''لا يتوفر على سجل وطني للإأراض المزمنة وهو الأمر الذي يجعل اللجان الطبية تسمح للمقبلين على الحج بالذهاب إلى البقاع المقدسة إذا لم يكونوا مصابين بأمراض مميتة'' مؤكدا أن الوزارة ''تعكف حاليا على تحضير سجل وطني لأمراض السرطان''. وللتذكير فإن عدد الحجاج الجزائريين لهذا الموسم يقدر ب 36 ألف حاج وقدرت تكلفة الحج ب 22 مليون سنتيم لكل حاج دون احتساب تكلفة النقل وستنطلق أول رحلة إلى البقاع المقدسة يوم 21 أكتوبر الجاري''.