تصدر الرئيس لفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مرة أخرى مشهد الفضائح في الساحة الإعلامية والسياسية بفرنسا ن وذلك على خلفية ما نشرته صحيفة "لوكنار أونشيني" من نتائج تحقيقاتها بشأن هدية ملك المغرب محمد السادس لنيكولا ساركوزي عشية أعياد الميلاد، حيث وضع تحت تصرفه وعائلته طائرة ملكية من مطار "لوبورجيه" بضاحية باريس الشمالية، إلى مدينة مر اكش المغربية، خيث قضى ساركوزي رفقة عائلته عطلة أعياد الميلاد في قصر ملكي تابع لمحمد السادس، ولم يتم الكشف عن ذلك إلا عن طريق سيلفي نشره ابنه وصديقته على صفحتهما في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أنهما في المغرب. وربطت "لوكنار أونشينيه" وهي الصحيفة المعروفة بجرأة ما تكشف عنه من فضائح بحق المسؤولين الفرنسيين، بين عطلة نيكولا ساركوزي وأقاربه هذه، وتصريحات نسبت إليه خلال زيارة قام بها إلى أبو ظبي في 13 جانفي الجاري، ومفادها أن "فرنسا ظلت ومازالت تدعم "مغربية" الصحراء"، في إشارة إلى الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المملكة وجبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي. وبهذه الفضيحة التي التزم بشأنها ساركوزي الصمت يتأكد مرة أخرى أن الرئيس الفرنسي السابق أصبح محل شبهات سياسية ومالية تؤثر فعلا على المواقف الفرنسية وعلاقة باريس بشركائها في المنطقة، كما تؤكد أن ساركوزي "مشروع رئيس" فرنسي غير مؤتمن بسبب فضائح الرشاوى التي يبيع بها مواقف تحت الطلب خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضايا مصيرية مرتبطة بمستقبل الشعوب وتحررها، وقد حدث أن كشفت عملية إسقاط العقيد معمر القذافي ومقتله بطريقة وحشية عن سلسلة فضائح الرشاوى التي تلقاها ساركوزي لدعم حملاته الانتخابية من طرف القذافي، ثم انقلابه على حليفه وتصفيته تحت غطاء "الثورة" بعدما دعم ساركوزي حملات حلف الناتو ضد قوات الزعيم الليبي. وقد وضعت تفاصيل الرشاوى والدعم المالي الذي تحصل عليه ساركوزي من طرف القذافي عن حجم تورط الرئيس الفرنسي السابق في قضايا رشوة وفساد مرتبطة بالخارج وبدعم نظام عربي، سرعان ما انقلب عليه، وهذا يؤكد أيضا أن صورة ساركوزي مشوبة بالكثير من الشبهات بشأن قدرته على إبداء مواقف تمثل المؤسسات الرسمية الفرنسية بعيدا عن وحل الرشاوى والفساد والهدايا المشبوهة. ومعلوم أن نيكولا ساركوزي يحمل عداء واضحا للمواقف الجزائرية والقضايا التي تدافع عنها بلادنا، كما تحمل تصريحاته الكثير من العداء والعنصرية تجاه الجزائر، ومن شأن الانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع إجراؤها عام 2017 أن تعيد الجدل القائم حول ثنائية العلاقات بين باريسوالجزائر، وقضايا الهجرة والإقامة والتنقل والجنسية وغيرها من الملفات المثارة في مثل هذه المناسبات.