قبل أيام أعلنت مؤسسة "الأوسكار" الأفلام والشخصيات المرشحة لجوائزها المرموقة، بينما تصاعدت الاتهامات ضدها بإقصاء السود الذين لم يرشح منهم أحد. وليست هذه المرة الوحيدة التي تتهم مؤسسة الأوسكار ب"العنصرية وإقصاء أصحاب البشرة غير البيضاء"، لكن يرى آخرون أن الموسسة نزيهة وتبحث عن الإبداع، عوض قتل التنافس بالكوطا لإرضاء المنتقدين. براندو..'العراب' المتمرد لم تتمكن جائزة الأوسكار، التي يحلم بها كل صناع الفن السابع، أن تغري مارلون براندو، بطل فيلم العراب، الذي رفضها سنة 1973، بعد اختياره أحسن ممثل لأدائه دور فيتو كورليون في الفيلم. خلال الستينات والسبعينات، استغل نجوم هوليوود ظهورهم في حفلات الأوسكار السنوية من أجل تمرير رسائل سياسية أو للدفاع عن قضايا حقوقية يؤمنون بها. واستغل براندو سنة 1973 الحفل الذي شاهده وقتها أكثر من 80 مليون شخص، لتمرير رسالة بعثها لصناع السينما في هوليوود. اختار 'العراب' مقاطعة الحفل وبقي في بيته، وفوّض رئيسة منظمة للممثلين المنحدرين من الهنود الحمر ساشين ليتل فيذر، لكي تقرأ كلمته نيابة عنه. وكانت ساشين في تلك الليلة ترتدي ثياب الهنود الحمر، ووقفت رافضة تسلم الجائزة مرددة: "إنني أمثل مارلون براندو الذي طلب مني أن أقول إنه ممتن لكم بهذه الجائزة، لكنه يرفض تسلمها، بسبب سوء تعامل الصناعة السينمائية مع الهنود الحمر". وتباينت ردود فعل الحاضرين في الحفل، إذ صفق البعض، وصرخ الآخرون تعبيرا عن انزعاجهم من كلامها. ونشر براندو بعد الحفل مقالة مطولة في صحيفة نيويورك تايمز، يشرح فيها سبب امتناعه عن حضور حفل الأوسكار ورفضه تسلم الجائزة. ويعتبر 'العراب' واحدا من أعظم الأفلام في السينما العالمية وأكثرها تأثيرا. ويصنف في المركز الثاني كأعظم فيلم في السينما الأميركية بعد "المواطن كين" Citizen Kane، من قبل معهد الفيلم الأميركي. وكان 'العراب' لفترة طويلة أعلى الأفلام دخلا على الإطلاق، وفاز بثلاث جوائز أوسكار من أصل تسعة ترشيحات في تلك السنة. وأدى نجاح الفيلم إلى إنتاج الجزء الثاني في 1974 والجزء الثالث في 1990.