اعتبر المبعوث الأممي السابق إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وزير خارجية الجزائر الأسبق، أن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 غير موازين الشرق الأوسط جذرياً. ووصف الإبراهيمي في مقابلة مع موقع "ميديا بارت" ونشرها موقع "هافنتجون بوست" الأمريكي، وقام بترجمتها " الخليج اونلاين"أن تنظيم الدولة بأنه الابن غير الشرعي لأمريكا وإيران، معرباً عن تشاؤمه لما يمكن أن تسفر عليه المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة. وقال: "تنظيم الدولة، العراقي الأصل، بات اليوم الأكثر نفوذاً، وهو نتيجة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. كان العراق دولة ورغم كل العقوبات التي فرضت عليه إلا أنه كان دولة حديثة". ويشير الإبراهيمي إلى أن الأمريكيين عرضوا على إيران في 2003، التخلص من صدام حسين رغم كل التحذيرات من تدمير ركني الدولة، الجيش وحزب البعث، فكانت النتيجة انتشار الجماعات المسلحة والمليشيات. وتابع: "في رأيي أن القاعدة هي وليد طبيعي للتدخل الأمريكي، وداعش هي الطفل الطبيعي للأمريكيين والإيرانيين وهذا هو السبب الذي يجعلني أعتقد أن غزو العراق غيّر التوازن الجيو سياسي في الشرق الأوسط جذرياً". لماذا ارتكبت الولاياتالمتحدة هذا الخطأ؟ يقول الإبراهيمي إنه يبقى "سراً"، إلا أنه يلمح إلى أن "قضية العراق كانت في ذلك الوقت لدى وزارة الدفاع وليس الخارجية، وفي وزارة الدفاع معروف أن الخبراء الأكثر تأثيراً كانوا من المقربين لإسرائيل، بول وولفويتز، اليوت ابرامز، ريتشارد بيرل، وإسرائيل تعتبر العراق واحداً من أكبر أعدائها. هذا هو التفسير الوحيد الذي أراه للعمل المجنون الذي قام به بوش في العراق". وأعرب عن اعتقاده بأن المعارضة والنظام في سوريا ليسوا على استعداد ل"حل وسط"، وبأن الاعتماد كله على الرعاة المختلفين، روسياوإيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض دول المنطقة. وأضاف الإبراهيمي: "إذا تم التوافق على حل سياسي والعمل عليه على محمل الجد، يمكن عند ذاك أن نرى بعض الأمل وإلا لا يوجد شيء يمكن توقعه". الدعم الروسي ومن قبله الإيراني أسهم ببقاء الأسد ونظامه، وأعطاه دفعة جديدة في التفاوض، في وقت لا تزال التوافقات بين مختلف أطراف الأزمة السورية بعيدة، كما يقول. ولم تتغير الظروف في سوريا عن 2014 عندما كان الإبراهيمي وسيطاً أممياً فيها ونجح في عقد جنيف 2، حيث اعتبر الإبراهيمي أن وفد النظام السوري في حينه لم يأت للتفاوض وإنما فقط لإرضاء الروس. وقال الإبراهيمي إن النظام السوري يعتبر نفسه أنه يقاتل إرهابيين جزء منهم أجانب، وأن عودتهم إلى ديارهم واجب، وغير ذلك فليس لدى النظام شيء أكثر من ذلك. واعتبر أن تراكم أخطاء الغرب منذ بدء الربيع العربي زاد من خطورة الأمور في المنطقة ودفع الأنظمة العربية إلى مزيد من الأخطاء، مستشهداً في ذلك بتصريح ليو ماري، وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية، عندما اقترحت توفير الغاز المسيل للدموع لنظام بن علي لاحتواء الاحتجاجات في تونس. الخطأ الثاني، كما يعتقد الإبراهيمي، أن قرار حسني مبارك عدم الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر كان كافياً لانتهاء الاحتجاجات، في حين يرى الإبراهيمي أن البعض اعتقد أن الأسد سيتخلى عن السلطة كما فعل بن علي ومبارك، مشيراً إلى أن هذه بعض من الأخطاء الرهيبة. وعن السبب الذي دفع الأسد إلى التمسك بالسلطة وعدم تكرار ما فعله مبارك وبن علي، قال الإبراهيمي "لأنه سوري".