كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن مشروع تعاون جزائري روسي لإنشاء محطة للطاقة النووية بالجزائر، سيكون في صلب المباحثات التي سيجريها خلال الزيارة التي سيقوم بها اليوم إلى الجزائر. وقال لافروف في حوار له مع جريدة "ليكسبريسيون" الناطقة بالفرنسية نشر أمس، أن "اجتماعا للجنة الثنائية المشتركة للتنسيق في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية سيتم عقده في الجزائر بين 1 و3 مارس". وعلى هامش هذا اللقاء يضيف الوزير الروسي فإنه سيتم إجراء "محادثات بين الطرفين حول إمكانية إنجاز منشأة نووية من تصميم روسي فوق الأراضي الجزائرية، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية النووية الجزائرية وتعزيز استخدام التكنولوجيا النويية لأغراض غير طاقوية كاستخدامها في مجالات الطب على سبيل المثال". و عبرت الجزائر في وقت سابق عن اعتزامها بناء محطة نووية مدنية في آفاق 2025، وهنالك مؤشرات واضحة أن الجزائر ستعتمد على الخبرة الروسية في هذا المجال. كما سبق وأن عبرت روسيا على لسان الرئيس المدير العام للهيئة الحكومية الروسية للطاقة الذرية (روساتوم) سيرغي كيريانكو عن استعدادها لمرافقة الجزائر في هذا المشروع وترتبط الجزائروروسيا منذ سبتمبر 2014 باتفاقية تعاون في مجال استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية. ويغطي هذا التعاون المقرر بموجب هذا الاتفاق، خاصة جوانب تكوين الموارد البشرية في المجالات العلمية والتقنية والبحث الأساسي والتطبيقي والبحث والتنمية في مجال الهندسة النووية والتكنولوجيات، وكذا استعمال المفاعلات النووية لأغراض إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر، إلى جانب الأمن النووي والإشعاعي وتسيير ومعالجة الفضلات المشعة وتطبيق التكنولوجيات النووية في مجالات الفلاحة والبيولوجيا والموارد المائية والطب. كما يتضمن الاتفاق من جهة أخرى إنشاء مركز للدراسات والبحوث حول التنمية في الجزائر . في سياق آخر، اعترف سرجي لافروف أن "مجال التعاون العسكري والتقني يبقى "محرك" الشراكة بين البلدين"، مؤكدا أن الجزائر "تحتل وبشكل تقليدي المراتب الأولى بين شركاء روسيا في هذا المجال"، مذكرا أنه "ومنذ أزيد من نصف قرن من التعاون المثمر، فإن البلدين نجحا سويا في تحقيق نتائج هامة في مجالات مثل الطاقة والصناعة المعدنية والهندسة الميكانيكية والاقتصاد الهيدروليكي"، ومن بين الأمثلة الأكثر وضوحا حسب لافروف "نذكر المواقع التي تم إنشاؤها في الجزائر بمساعدتنا ومن بينها مصنع الصناعات المعدنية "الحجار"، ومحطة للطاقة الحرارية في مدينة جيجل، إضافة إلى خط أنابيب الناقل للغاز بين "تين فوي-حاسي مسعود"، ومشروع إنجاز السد المائي "بني زيد" . وقيم وزير الخارجية الروسي مؤشرات التجارة البينية بين البلدين "بالجيدة بما فيه الكفاية"، مؤكدا أن نسق المبادلات التجارية ارتفع بواقع 2.2 مرة العام الماضي مقارنة بسنة 2014، حيث بلغ رقم الأعمال المسجل "2 مليار دولار".