أفادت مراسلة دبلوماسية نشرها موقع ''ويكليكس''، تتحدث عن دور الجزائر في محاربة تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل جنوب الصحراء، تتضمن اجتماع مستشارين للرئاسة الفرنسية ومسؤولين أمريكين وبريطانيين التزام الجزائر بتبادل المعلومات، لكنهم صرحوا حسب المراسلة بأن المعلومات الإستخبراتية التي تقدمها الجزائر في هذا الخصوص تبقى محدودة جدا، وأنها أبدت تحفظا حول التعاون مع الدول الأجنبية · وأفادت المراسلة المؤرخة في ,2009 بوجود تعاون أمني فرنسي-أمريكي مكثف للتصدي لتهديدات ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' خاصة أن باريس ترى أن التنظيم الإرهابي يقترب من مناطقها بشكل كبير ويهدد بتعطيل مصالحها في مجالها الحيوي، وأوردت وثائق دبلوماسية كشفها موقع ''ويكيليكس'' أن مزيدا من التعاون يتم بين فرنسا والولايات المتحدة منذ عام بمبادرة من باريس للتصدي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث إن باريس كانت قد أقرت فرنسا رسميا بهذا التعاون من دون أن تذكر مستوى ذاك التنسيق· وخلص الفرنسيون إلى أنهم ''يخسرون المعركة بين تنمية هذه الدول والتهديدات الأمنية المتعاظمة''، وأضاف الفرنسيون بحسب الوثيقة ذاتها، أن ''الإرهاب بات نظريا على بابنا'' وقال أحد مستشاري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في العام 2009 إن ''بعض المنشآت الفرنسية مهددة بهجمات إرهابية، وخصوصا في الشمال''·وتحدث المجتمعون على ضرورة التعاون الجزائري الشديد مع دول المنطقة كما تم تناول أهمية التنسيق مع الدول المساعدة، مع تبادل المعلومات حسب إمكانية كل بلد، كما جرى التركيز على أن تنظيم القاعدة في الساحل لا يزال مرتبطا بوضعية زعمائه في الشمال لكنه وجد ثغرة للتوظيف في منطقة الساحل خاصة في موريتانيا· من جهة أخرى كشفت وثيقة نشرها الموقع المثير للجدل، أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، اتهم الجزائر بعرقلة التوصل إلى حل نهائي لملف الصحراء الغربية، وقال بن علي في اللقاء الذي جمعه بنائب كاتبة الدولة الأمريكية، دافيد ويلش، ''إن الجزائريين هم المسؤولين عن المأزق الحالي بالصحراء الغربية''، مؤكدا أنه يتعين على المسؤولين في الجزائر ''نسيان فكرة استقلالية الصحراء الغربية''· وتضيف الوثيقة التي نشرت أول أمس، والمؤرخة في 03 مارس ,2008 أن قضية تمسك الجزائر بمبادئها تجاه الصحراء الغربية، يقف حجر عثرة في طريق تطور المنطقة المغاربية، وهذا في إشارة إلى تعثر مسار الوحدة المغاربية، مؤكدا أن لا إمكانية لدولة صحراوية مستقلة في المنطقة، حسب ماجاء في الوثيقة المسربة على لسان بن علي· وأكد الرئيس التونسي أن المشكل القائم بخصوص النزاع في الصحراء الغربية جد معقد، ويتطلب سنوات لحلحلة الموضوع، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي لن يتمكن هو الآخر من حل النزاع القائم بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية، وتضيف ذات الوثيقة أن تونس قد حاولت عقد اجتماع مغاربي بخصوص الصحراء الغربية، ويعقد في العاصمة التونسية، إلا أن المسؤولين في الجزائر رفضوا هذا المقترح، وكان ردهم ''لا يوجد هناك شيء لنناقشه''، في الوقت الذي قبلت ليبيا والمملكة المغربية بالمقترح التونسي·فيما تبقى الجزائر بحسب نفس البرقية، ترفض إقحامها في قضية الصحراء الغربية، وترى أنه نزاع يخص الطرف المغربي وجبهة البوليزاريو، بالإضافة إلى تمسكها بمبدأ التسوية الأممية، الذي صادقت عليه كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، بما فيها المملكة المغربية، وتمسكها بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها· وتضيف ذات المراسلة، أن تونسوالجزائر تتعاونان بشكل جيد في مجال مكافحة الإرهاب، مضيفا لنائب كتابة الدولة لأمريكية، دافيد ويلش، أن الجزائر نجحت في مكافحة الإرهاب، وهي في طريق القضاء عليه وهي ''بداية النهاية''·