أخيراً، أدرك ماركو روبيو، آخر حجر عثرة من مرشحي مؤسسة الحزب يحول بين ترامب وبين الفوز بترشح الحزب الجمهوري، أدرك أن خير وسيلة تهزم بها متنمراً سليط اللسان كترامب هي: السخرية منه. يعرف عن ترامب تنمره وتظاهره بأنه "رجل صلب متمرس" بأسلوب متعجرف، لكن معروف أيضاً أن كل هذه المظاهر ما هي إلا قناعٌ يخفي به الرجل إحساساً عميقاً بالشعور بعدم الأمان، ولهذا فإن أسلوب السخرية الموجهة هذا يحوّل عنصريته إلى غباء، مدعاة للضحك والتندر. بالفعل كان هذا هو السبب الأساسي الذي حدا بمحرري هافنغتون بوست إلى اتباع سياسة صحفية تجاه حملة ترامب بنشر أخبارها في قسم الترفيه لا السياسة. كان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في اليوم الذي سبق الهجوم الذي استهدف أسامة بن لادن قد تحدث على مأدبة عشاء رابطة مراسلي البيت الأبيض، لكنه ليلتها لم يهاجم بن لادن بلسانه، بل صوب سهامه تجاه خصم مختلف تماماً، ولكي تروا إن كان سهم أوباما قد أصاب الهدف في نحره أم لا، ما عليكم سوى إلقاء نظرة على وجه ترامب في المقطع. المرشح الجمهوري كان قد أصرّ على أن أوباما ولد في كينيا ولم يولد في ولاية هاواي الأميركية - ولذلك لا يحق له قانوناً تولي منصب الرئيس. وتعهد الملياردير الأميركي بإرسال فريق تحقيق إلى ولاية هاواي لمعرفة حقيقة قضية ولادة الرئيس أوباما فيها، ووجود شهادة ميلاد رسمية تؤكد ذلك. ولكن الرئيس الأميركي في حفل العشاء السنوي تهكم على ترامب الذي كان موجوداً في الحفل، محذراً الحاضرين أنه سيعرض عليهم شريط فيديو لميلاده كدليل إضافي على ولادته الفعلية. وقال أوباما " احذر - لم يشاهد أحد هذه الصور خلال 50 عاماً، ولا أنا". ثم ظهرت بعد ذلك على شاشة ضخمة في قاعة الاحتفالات بفندق هيلتون اللقطات الافتتاحية من فيلم الرسوم المتحركة الأسد الملك"ليون كينج" تظهر ولادة "سيمبا" لوالده الأسد الملك الكيني.