"الحكومة الجزائرية تتحكم في كلينتون بنصف مليون دولار"! مع وصول الانتخابات التمهيدية الأمريكية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري مراحلها الحاسمة لتعيين ممثل كل فريق في الانتخابات الرئاسية شهر نوفمبر المقبل، بدأ المرشحون في استعمال أقوى ما لديهم من دعاية ضد منافسيهم، خاصة تلك المتعلقة بالممارسات التي ارتكبت بكل شخصية لدى توليها مناصب عامة في السابق. وفي الأسبوع الماضي، كان لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمترشحة لنيل بطاقة الحزب الديمقراطي في الرئاسيات هيلاري كلينتون حظا كبيرا من الاتهامات صدرت من منافسها بيرني ساندرز، حيث اتهمها باستغلال النفوذ من أجل الحصول على هدايا من دول عبر العالم من بينها الجزائر، الأمر الذي من شأنه أن يجعلها معرضة لأن تخضع لنفوذها إذا ما تولت منصب الرئيس.فقد تحدث ساندرز في تجمع انتخابي بمدينة ميتشيغان عن مبلغ نصف مليون دولار الذي تلقته مؤسسة كيلنتون الخيرية من الحكومة الجزائرية عام 2010، معتبرا ما حصل إتاحة الطريق أمام الجزائر من أجل التأثير على سياسة و دبلوماسية الولاياتالمتحدة من خلال ربط علاقة مميزة مع وزيرة الخارجية، مستشهدا بالتقارير الصادرة من كتابة الدولة الأمريكية لشؤون الخارجية التي قال إنها تعامل الجزائر ب«أفضلية واضحة". كما علق ساندرز على تبرير منافسته هيلاري كلينتون للمنحة الجزائرية بأنها كانت تبرعا غير مباشر من الجزائر موجها لإغاثة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب دولة هاييتي، حيث استغرب عدم توجيه المساعدات الجزائرية مباشرة إلى هيئات الإغاثة الهايتية، وحتى الصليب الأحمر الدولي وهو منظمة تابعة لهيئة الأممالمتحدة، ليتساءل "لماذا تركت الجزائر كل هذه الطرق ولجأت إلى إعطاء مبلغ نصف مليون دولار إلى آل كلينتون؟". ومضى بيرني ساندرز في اتهام منافسته بعدم الشفافية، عندما عاد إلى قضية حذف ما يقارب 30 ألف رسالة من بريدها الإلكتروني، قال إن بعضا منها تتعلق بشروط تقديم هذه المنحة ومختلف الإجراءات المتعلقة بها، التي تمت دون رقابة محامي وزارة الخارجية الأمريكية وإنما من رجل قانون خاص بكلينتون. ويرى مراقبون لسير الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي أن ساندرز يحاول استغلال قضية البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، حيث ثبت أنها كانت تستعمل بريدا إلكترونيا شخصيا في إدارة مهامها الرسمية كوزيرة، حيث يحاول منافسها ربح المزيد من النقاط واستدراك ما فاته في الجولات الماضية التي تقدمت فيها وزيرة الخارجية السابقة، خصوصا أن الأخيرة من المنتظر أن تخضع لجلسة استماع من لجنة تحقيق مختصة في القضية خلال أسابيع يعول ساندرز عليها في إظهار نفسه الأكثر شفافية أمام منافسته، ولهذا يحاول ربط كل الملفات بالموضوع، ومنها قضية المنحة الجزائرية التي علقت عليها كلينتون مرات عديدة بأنها كانت عملية تبرع شفافة من الحكومة الجزائرية موجهة للشعب الهايتي عام 2010، وأنها مستعدة لأي تحقيق حولها.