اتهم المبعوث الأممي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي "قوى دولية بزعزعة استقرار المنطقة في شمال إفريقيا من بوابة ليبيا". وذكر الدبلوماسي الجزائري أن "الانزلاق الأمني يتفاقم بوتيرة متسارعة مع طرح خيارات للتدخل العسكري في ليبيا التي أضحت وجهة للجهاديين من سوريا التي تعيش هي الأخرى حرب أجندات بين قوى دولية وإقليمية". وقال الإبراهيمي في تصريحات لوسائل إعلام عربية إن الوضع في ليبيا "سيّئ جدا" ويتفاقم بوتيرة متسارعة، محذرا من تجاوز خيار الحل السياسي الذي يعمل من أجله فاعلون ليبيون بدعم من دول الجوار ورعاية من الأممالمتحدة". وحول رؤيته لمستقبل الأزمة الليبية، قال الإبراهيمي إنه لا يرى أي حل غير الحل السياسي الذي يُرضي الشعب الليبي ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة، وإلا فإن البديل أن تتحول ليبيا إلى جحيم، داعيا إلى أخذ العبر والدروس من أزمة سوريا". وشبه الإبراهيمي ما تطرحه بعض البلدان لحل الأزمة من خلال الضربات العسكرية بمثابة "الزيت الذي يسكب على نار الأزمة وما يشكله من تداعيات على أمن المنطقة واستفحال النشاط الإرهابي". وفي شق آخر قال وزير الخارجية الأسبق إنه كان من الممكن إنهاء الأزمة السورية قبل 4 سنوات لو أصغى الغرب إلى روسيا. وقال الإبراهيمي إنّ "المقاربة الروسية للوضع في سوريا كانت واقعية أكثر من المقاربات الأخرى كلها تقريبا. ويرى أنه كان يتعين على الجميع الاستماع إلى رأي الروس. هم كانوا يعرفون كيف كانت الأوضاع في حقيقة الأمر". وأكد الإبراهيمي أنه "لو كان لدى كل واحد تصور دقيق حول ما يجري في سوريا"، لأمكن فعلا حل الصراع عام 2012. وأوضح المبعوث العربي الدولي السابق إلى سوريا أن هناك عددا كبيرا من النازحين داخل سوريا في أمس الحاجة لكل شيء، من مأكل وملبس وغيرهما، فضلا عن أكثر من مليون لاجئ خارج سوريا في الأردن ولبنان وتركيا وغيرها. وأضاف أن أسس الحل السياسي موجودة وتم التوافق عليها من القوى الكبرى ومعظم دول المنطقة، وتتمحور حول وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات ثم خطوات أخرى تؤدي إلى انتخابات إما لانتخاب رئيس أو الأرجح انتخاب برلمان. ولا يزال الصراع في سوريا مستمرا منذ مارس 2011 بين الحكومة والمعارضة. وحسب أحصائيات الأممالمتحدة فإن أكثر من 220 ألف شخص قتلوا، وملايين اللاجئين والنازحين.