كثّفت الدبلوماسية الجزائرية نشاطها مع الشركاء الدوليين من أجل "دعم العملية السياسية الجارية في ليبيا"، وحذّرت الجزائر من عواقب "عملية عسكرية" يجري الحديث بشأنها في أكبر الصحف الأمريكية. ووضعت الحكومة الملف الليبي على رأس أولويات القضايا ذات الإهتمام المشترك مع القوى الكبرى لتأثيره المباشر على أمن المنطقة. وأكد أمس المبعوث الأمريكي لليبيا جوناثان وينر، أن "الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية لهما وجهات نظر متقاربة" فيما يتعلق بحل الأزمة الليبية، تعكسها محاولة الطرفين مساعدة هذا البلد على تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية. وفي تصريح له عقب المحادثات التي جمعته بوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، أوضح وينر أن "المشاورات التي تجمع بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية للوصول إلى حل للأزمة الليبية "مستمرة وقيمة"، مشددا على وجود "تقارب وتشابه في وجهات النظر والمقاربات والأهداف'" فيما يتعلق بهذا الملف. وقبل وصول المبعوث الأمريكي بساعات اتفقت الجزائر وفرنسا على الاستمرار في دعم المسار السياسي في ليبيا الذي يعد "الخيار الوحيد الذي من شأنه أن يحقق عودة الاستقرار" إلى هذا البلد، معتبرتين أن وصول الوزير الأول الليبي وأعضاء المجلس الرئاسي الى طرابلس يمثل "تقدما إيجابيا". وأوضح بيان مشترك نشر عقب انعقاد الدورة الثالثة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية الفرنسية أن "الجانبين اتفقا على الاستمرار في المساندة النشيطة للمسار السياسي الذي تدعمه الأممالمتحدة الذي يعد الخيار الوحيد الذي من شأنه أن يحقق عودة الاستقرار في ليبيا والحفاظ على سيادتها ووحدتها الترابية ووحدة شعبها". وأعربت الجزائر وفرنسا عن ارتياحهما "للتقدم" المحقق في تجسيد الاتفاق السياسي الليبي الموقع في 17 ديسمبر 2015، مؤكدتين أن وصول الوزير الأول الليبي فايز السراج وأعضاء المجلس الرئاسي إلى طرابلس يمثل "تقدما إيجابيا بالنسبة لليبيا". وأوصى الجانبان بضرورة استقرار حكومة الوفاق الوطني بالعاصمة الليبية في إطار تنفيذ ما تضمنه الاتفاق السياسي الليبي "تسيير الإدارات والمؤسسات المالية الوطنية". كما أكدتا على "المسؤولية" الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لدعم هذه الحكومة في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها هذا البلد وكذا في مجال مكافحة المجموعات الإرهابية. وكانت صحيفة "الواشطن بوست" قد كشفت عن خطط عسكرية في مراحلها الأخيرة تعدها دول غربية لبدء تدخل عسكري في ليبيا. وأضافت الصحيفة أن "بداية حكومة الوفاق المتعثرة خلال الأيام الماضية تضع الدول الداعمة لها بما فيها الولاياتالمتحدة في موضع اختبار صعب لمواجهة التحديات الكبيرة بليبيا، وتسرع من إطلاق حملة عسكرية في بلد يتهدده خطر داعش لإعادة الاستقرار فيه".