أعلنت القوى الكبرى اليوم أنها تؤيد رفع حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، مؤكدة استعدادها لتسليم أسلحة إلى حكومة الوفاق الوطني من أجل مساعدتها في مواجهة التهديد المتنامي لتنظيم داعش. وأفاد بيان في ختام اجتماع وزاري دولي في فيينا أن "حكومة الوفاق الوطني عبرت عن عزمها على تقديم طلب إعفاء من حظر الأسلحة إلى لجنة الأممالمتحدة للعقوبات حول ليبيا لشراء الأسلحة الفتاكة اللازمة والمعدات لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تحددها الأممالمتحدة ومكافحة تنظيم داعش في جميع أنحاء البلاد. وسندعم هذه الجهود بالكامل". وترأس المؤتمر وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني الذي تواجه بلاده تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين من ليبيا يعبرون المياه الخطرة للوصول إلى أوروبا. وقال كيري إن "جميع الدول المشاركة تؤيد تقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية". وأشار إلى أنه سيتم التعامل مع قضية التسليح بشكل متوازن يراعي تخفيف الحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة دون رفعه بالكامل. من جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إن تحقيق الاستقرار في ليبيا هو السبيل للقضاء على الإرهاب. وأوضح رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج أنه سيتقدم بطلب للجهات المعنية يحتوي على قائمة من الأسلحة والذخائر المطلوبة لمحاربة الإرهاب "وتزويدنا بها في أسرع وقت ممكن". وغرقت ليبيا في الفوضى بعد الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي إثر تدخل عسكري من حلف شمال الأطلسي في 2011، حيث تتنارع المليشيات المسلحة السيطرة على البلد الغني بالنفط. واستغل تنظيم داعش المتطرف حالة الفوضى لترسيخ وجوده في ليبيا حيث سيطر العام الماضي على مدينة سرت وحولها إلى معسكر لتدريب المسلحين. وتعمل حكومة الوفاق الوطني التي يدعمها المجتمع الدولي، على ترسيخ سلطتها تدريجيا في طرابلس، إلا أنها لا تزال تواجه حكومة منافسة شرقا. وفي محاولة لإحلال الاستقرار في البلاد، وضعت حكومة رئيس الوزراء فايز السراج قائمة بالمطالب من الشركاء الغربيين لمساعدة القوات الليبية بالأسلحة والتدريب والمعلومات الاستخباراتية. وقدمت الحكومة طلباتها في مؤتمر فيينا الذي حضره كذلك المبعوث الأممي الخاص بليبيا مارتن كوبلر ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني. واعتبرت الدول المشاركة في اللقاء بينها السعودية وروسيا في بيانها "نتطلع إلى الشراكة مع حكومة الوفاق الوطني والدول المجاورة لمواجهة التهديد الذي تشكله على منطقة المتوسط وعلى حدودها البرية المنظمات الإجرامية المتورطة في جميع أشكال التهريب وتهريب البشر".