جندت مصالح أمن ولاية الجزائر، ابتداء من مساء أول أمس، قرابة 5000 شرطي لتنفيذ مخططها الأمني الذي يتضمن سلسلة من الإجراءات الأمنية الاحتياطية والوقائية، تهدف إلى تحسيس المواطنين من جهة بضرورة التحلي بالحذر والحيطة وتفادي الوقوع في المخالفات على غرار مخالفة حمل الأسلحة البيضاء أو عدم حمل بطاقات الهوية أثناء التواجد خارج إطار البيت باعتبارها إجبارية، ومن جهة ثانية، زرع الطمأنينة في نفوس المواطنين من خلال التواجد المعتبر لمصالح الشرطة ومنه ردع جميع الأشخاص الذين يحملون نوايا سيئة في إفساد احتفالات المواطنين وأيضا المساس بالأمن والسكينة العمومية. وفي هذا الشأن، جندت من أجل هذه العمليات إمكانيات بشرية ومادية معتبرة، إلى جانب الفرق السينوتقنية المشكلة من كلاب مدربة للكشف عن المخدرات والمتفجرات.
مئات رجال الشرطة القضائية لاقتحام الأوكار المشبوهة رافقنا عناصر الشرطة القضائية، مساء أول أمس، التي شرعت في تنفيذ مخططها على الميدان، إذ مسّت هذه العمليات الأمنية الوقائية والردعية الناحية الغربية من إقليم ولاية الجزائر. فبعد أن وصلنا إلى مقر الشرطة القضائية بالبريجة بلدية اسطاوالي في حدود الساعة السادسة مساء، تفاجأنا بحجم التشكيل الأمني الجاهز الذي يتشكل من مئات رجال الشرطة القضائية إضافة إلى إقحام عناصر الأمن الحضري للناحية الغربية، وتشكيل نقاط المراقبة الثابتة والمؤقتة. ليتحرك التشكيل الأمني في حدود الساعة السابعة مساء على أن تنتهي مهمته الخاصة عند الساعة منتصف الليل، لتواصل عناصر الأمن الأخرى ممارسة مهامها في إطار المراقبة وترصد المشتبه فيهم على غرار الأيام العادية دون توقف. قبل أن يلتحق عناصر الشرطة بمركباتهم المدنية وينتشروا وفقا للأهداف المسطرة، تم توزيع الإعلاميين والمصورين على ثلاث مناطق حساسة استهدفها التشكيل الأمني بالمقاطعة الإدارية للشراقة، زرالدة وباب الوادي. بعد تقسيم المهام، انطلقنا رفقة بعض رجال الشرطة إلى مقر أمن دائرة الشراقة، ثم إلى مقر الأمن الحضري بالشراقة من أجل تحديد الأهداف والأماكن التي سنتوجه إليها، مع العلم أن التشكيل الأمني وعملية المداهمة بدأت في الساعة السابعة، وكل إجراءات التعريف وتوقيف المشتبه فيهم والمراقبة والتفتيش انطلقت أيضا. تفتيش ومراقبة الأشخاص والمركبات والأحياء المعروفة بالإجرام بمقر الأمن الحضري، اتفقنا على أول نقطة، التوجه إلى محطة نقل المسافرين بالشراقة التي تشهد توقف حركة النقل في حدود الساعة السادسة مساء لأسباب أمنية أبرزها خوف المواطن من التعرض للاعتداءات أو السرقة رغم تواجد عناصر الشرطة على مستوى المحطة. وصلنا إلى المحطة فوجدناها خالية من أي مسافر أو وسيلة نقل للاعتبارات التي ذكرنا. وبنفس المكان التقينا بتشكيل أمني كان يستهدف مراقبة بعض الأحياء المحاذية للمحطة المعروفة بنشاط تجاري كثيف على غرار حي عمارة رشيد الذي تُسجل به مصالح الأمن الحضري من حين إلى آخر عمليات سطو على أصحاب المحلات من طرف مجموعات أشرار يقصدون الحي خصيصا لمقابلة شركائهم ومراقبة أصحاب المحلات ليتم إثر ذلك التخطيط لتنفيذ عملية السرقة، إضافة إلى تسجيل بعض العمليات المشبوهة كبيع قطع غيار السيارات المغشوشة. رافقنا ضباط الشرطة والأعوان سيرا على الأقدام من محطة المسافرين باتجاه شارع حي عمارة للبحث عن مثل هذه الحالات، وقد شملت عمليات تفتيش ومراقبة الأشخاص والسيارات المشتبه فيها على طول الطريق إلى غاية حي علي فوضيل، نفس الإجراءات التفتيشية. وبعدها انطلقنا إلى حي 250 مسكنا يتوسطه شبه ملعب أو فضاء شاغر يرتاده بعض المشتبه فيهم لاستهلاك أو بيع المخدرات أو تعاطي المشروبات الكحولية علانية، وبالفعل حاصر رجال الشرطة المكان وتم تفتيش جميع الأشخاص الذين كانوا بالداخل لا سيما أن الظلام كان يسود المكان. وفي إحدى الزوايا اكتشفنا مجموعة تتكون من خمسة أفراد بحوزتهم مشروبات كحولية تبين عند استجوابهم عن سبب تواجدهم في المكان أنهم تجمعوا ليتبادلوا أطراف الحديث، ليعترف أحدهم بأنه هو من كان يتعاطى الكحول، هذا الأخير سألناه عن سبب تناوله أم الكبائر ومدى وعيه بما قد ينجرّ عن ذلك وهو في حالة سكر، قال ''أحاول الهروب من ضغط العمل اليومي فقط''. تم توقيف عناصر المجموعة وتحويلهم إلى مقر الأمن الحضري لتعريفهم وتحرير محضر السكر العلني، ووجدنا هناك عشرات الأشخاص الموقوفين لتعريفهم بعد أن ضُبطوا في حالة تلبس لتورطهم في جنح ومخالفات القانون، حيث تم ضبط بحوزة البعض سيجارة من الكيف وقطعة من الزطلة إضافة إلى أسلحة بيضاء. في حدود الساعة التاسعة والنصف قادنا ضابط من الأمن الحضري السادس لدالي إبراهيم رفقة بعض العناصر في الزي المدني وآخرين بالزي الرسمي، لتمشيط غابة ''ديكار'' المشبوهة التي يرتادها الأشخاص الذي يحاولون الهروب من أعين مصالح الأمن بهدف إبرام صفقات مشبوهة بمعنى صرف العملة بطرق غير قانونية أو بيع واستهلاك المخدرات. وبهدف تأمين المواطنين ولا سيما طلبة الجامعة، تعمل فرقة خاصة بالزي المدني يوميا على مراقبة كل التحركات المشبوهة خارج وداخل إطار الغابة ومحيط الجامعة. وختمنا جولتنا رفقة عناصر الأمن الحضري السادس إلى عدة نقاط كانت تعتبر أماكن سوداء معروفة بالاعتداءات بالأسلحة البيضاء على المواطنين وكذلك بيع أو استهلاك المخدرات كحي رقيق وبعض الأحياء بعين الله. في سياق متصل، أسفرت عمليات المداهمة للناحية الغربية بالعاصمة عن تسجيل عدة توقيفات على مستوى أمن المقاطعة الإدارية للشراقة عن مراقبة 315 شخصا تم خلالها توقيف 14 شخصا بينهم 4 متورطين في قضية حيازة أسلحة محظورة وأربعة في قضية حيازة واستهلاك المخدرات وخمسة بخصوص السكر العلني البيّن والإخلال بالنظام العام، وشخص في قضية المساس بالآداب العامة، مع مراقبة 232 سيارة تم من خلالها تحرير مخالفة لقيادة مركبة ببطاقة صفراء منتهية الصلاحية. أما بمقاطعة أمن باب الوادي، فتم توقيف 10 أشخاص إثر مراقبة 283 شخصا، اثنين متورطين في قضية حيازة أسلحة بيضاء محظورة، سبعة في قضية حيازة واستهلاك المخدرات وآخر بحوزته أقراص مهلوسة ومراقبة 116 مركبة. وبأمن دائرة زرالدة تمت مراقبة 360 شخصا وتوقيف 10 أشخاص بينهم خمسة متورطون في قضية حيازة أسلحة بيضاء محظورة وخمسة بتهمة حيازة واستهلاك المخدرات، ومراقبة 143 سيارة. وسجلت المصلحة الولائية للأمن العمومي بدورها 390 مركبة وتحرير 16 مخالفة لقانون المرور.