مداهمة ورشات صناعة الزوارق ومخازن دلاء المازوت التي يستعملها ‘'الحراڤة'' أجهضت وحدات من حرس الشواطئ بعنابة عمليتين منفصلتين للهجرة غير الشرعية قام بهما 30 شخصا كانوا على متن قاربين تقليديي الصنع في عرض البحر. وعلى صعيد متصل، عززت القوات البحرية بالتنسيق مع المصالح الأمنية المشتركة مراقبتها الميدانية على الشريط الساحلي بفرضها حملات تمشيطية مدعومة بالتغطية الجوية في سياق تنفيذ مخطط أمني إقليمي. وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أمس أنه "في إطار محاربة الهجرة غير الشرعية أحبطت وحدات من حرس الشواطئ بعنابة التابعة للناحية العسكرية الخامسة في عمليتين منفصلتين محاولتي هجرة غير شرعية لثلاثين شخصا كانوا على متن قاربين تقليديي الصنع في عرض البحر شمال راس الحمراء". وأضاف البيان أن العمليتين "تمتا في ظروف جيدة". وأوردت مصادر أمنية أن مصالح الشرطة والدرك الوطني قد أفشلت من جهتها محاولات متعددة تقوم بها شبكات الهجرة السرية منذ بداية الشهر الفضيل انطلاقا من السواحل الشرقية قصد بلوغ السواحل الإيطالية المعروفة بمسافتها القريبة، باعتبار أن هذه الشبكات تعتمد على استقرار الظروف المناخية التي تميز البحر في الفترة الأخيرة، وتحاول التملص من قبضة وحدات حرس السواحل أثناء الأوقات التي تراها مناسبة لتنفيذ رحلاتها. وفي عرض الساحل البحري، تجوب عوامات مصالح حراس الشواطئ في حركة مكثفة بين أقصى نقطة بحرية حدودية مع المياه الإقليمية التونسية إلى شواطئ عنابة وسكيكدة وجيجل، ومن حين لآخر تحلق جوا على نفس المحور طائرات الهيليكوبتر التابعة للدرك الوطني انطلاقا من مطار رابح بيطاط بعنابة، مدعمة التمشيط الميداني بالتغطية الجوية خاصة في كشف الأدغال الغابية الساحلية والتضاريس الساحلية الوعرة. نفس العمليات تعززت على طول الشريط الحدودي 90 كلم من الشمال إلى الجنوب، أين توجد وحدات للجيش الوطني الشعبي سندا لها من قبل فرق مصالح حرس الحدود ودعم من مصالح الدرك الوطني عبر شبكات الطرق الحدودية إلى جانب التغطية الجوية بأكثر من 3 طلعات في اليوم. وحسب مصادر أمنية، فإن الأمر يتعلق بتنفيذ مخطط أمني إقليمي بداية من بحر الأسبوع المنصرم يستهدف في جزئه على الشريط الساحلي مكافحة الهجرة السرية وملاحقة ‘'الحراڤة'' عبر جميع الشواطئ ومراقبة بعض الزوارق الخشبية ومخازن دلاء المازوت على السواحل التي يستعملها ‘'الحراڤة''، إلى جانب مكافحة عصابات نهب وتهريب المرجان، خاصة بعد توفر معلومات تفيد باستعانة بارونات المرجان بالغواصة المختصين من تونس. وفي هذا السياق، شددت نفس المصادر على النظام الرقابي الخاص الذي فرضته مصالح حرس السواحل على مستوى جميع النقاط والمنافذ البحرية خلال رمضان الجاري، وذلك تحسبا لاستغلال هذه الفترة من قبل شبكات "الحراڤة".