- الشرطة تضطر لاستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين - السكان يتبرأون من "تحريض" فرحات مهني للتشويش على أجواء رمضان
تفجّرت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، أحداث شغب عنيفة في مدينة الأربعاء نايث إراثن بتيزي وزو، على خلفية اعتقالات طالت عناصر من حركة "الماك" الانفصالية. وذكرت مصادر محلية وشهود عيان ل«البلاد" أن تحرّك الجهات الأمنية التي انتشرت لمراقبة تطورات مسيرة غير مرخصة نظمها أتباع المغني فرحات مهني لإحياء ما يسمونه "ذكرى" مسيرة 14 جوان 2001 يكون قد أزعج المنظمين الذين بادروا باستفزاز عناصر الشرطة. وعلى الفور اندلعت مواجهات ساخنة بين الطرفين استعمل فيها عناصر "الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل" الأسلحة البيضاء، حيث أوقفت الشرطة شخصين بشكل حول الساحة الرئيسية لمسرح مواجهات بين الطرفين. وحسب المعلومات الواردة من المنطقة، فقد سارعت العناصر الأمنية لشن حملة اعتقالات شملت ستة من عناصر حركة الماك وقام على إثر ذلك رفاقهم بالدخول في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن وقوع جرحى وإصابات في صفوف القوات النظامية. وبعد وصول تعزيزات لوحدات التدخل السريع للسيطرة على الوضع تمادى أنصار فرحات مهني في استهداف عناصر و مركبات الشرطة بالحجارة والمقذوفات وحاولوا تخريب منشآت وهيئات عمومية وسط تدخل مواطنين وعقلاء من المنطقة لتهدئة الأجواء المشحونة في هذه الليلة الرمضانية. وحاول منتسبو حركة "الماك" الانفصالية تنظيم مسيرة احتجاجية بشوارع المدينة، حيث جددوا خلالها مطلبهم الأساسي ألا وهو انفصال منطقة القبائل ورددوا شعارات تعودوا على إطلاقها في مثل هذه المناسبات مثل "السلطة ظالمة"، كما طالبت مجموعة من المحتجين بتدخل السلطات لمحاورتهم على انشغالاتهم على حد تعبيرهم. وتابعت مصادر "البلاد" أن المواجهات امتدت إلى حدود الساعة الثانية والنصف فجرا، حيث اضطرت مصالح الأمن لاستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وانتهت المشادات بسقوط مزيد من الجرحى في صفوف الطرفين وأسفرت كذلك عن الإفراج عن الموقوفين بعد تدخل عقلاء المدينة. وقد استهجن سكان مدينة الأربعاء نايث إراثن محاولات هؤلاء الانفصاليين تأجيج الوضع والتشويش على الأجواء الروحانية التي تخيم على المنطقة في الشهر الفضيل. وكان وزير الدولة ومدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى قد ندد ببعض الأطراف الداخلية التي تحاول ضرب استقرار ووحدة البلاد من خلال إدارة أجندات والتحكم في تصرفات أتباع فرحات مهني بمنطقة القبائل وانفصاليين في منطقة وادي ميزاب. وذكر أويحيى أن هذه الأطراف (الحركة من أجل انفصال منطقة القبائل والحركة من أجل انفصال منطقة ميزاب) التي تعمل مع بعض القوى الأجنبية على ضرب استقرار الجزائر، مؤكدا أن 99 بالمائة من سكان هتين المنطقتين يرفضون هذا الأمر. وحذر من أن الخطر "قد لا يكون كبيرا لكنه قد يصبح قاتلا لو تعاملنا معه باللامبالاة"، مشيرا إلى أن "الرد على مثل هذه الدعوات التي يروج لها مهرجون لابد أن يأتي بالدرجة الأولى من طرف سكان المنطقة والمجتمع المدني قبل الأحزاب السياسية والدولة".