أكبر التحركات الإرهابية تأتي من الحدود مع ليبيا أفادت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، أن "الجزائر بلد محوري من أجل استتباب السلم في الساحل"، مؤكدة أن "المبادرات التي قامت بها الجزائر لحلحلة الأزمة في مالي تجعلها بمثابة حجر الزاوية في المعادلة الأمنية بالمنطقة، فبالاضافة إلى نشاطها الدبلوماسي المكثف فإنها تملك أيضا جيشا قويا له خبرة طويلة في ميدان محاربة الإرهاب". واعتبرت الممثلة السامية للإتحاد الأوروبي أنه من "الضروري" استعجال تطبيق اتفاق السلام في مالي لضمان الاستقرار في المنطقة. وصرحت موغيريني خلال ندوة صحفية نشطتها مناصفة مع الوزير التشادي للشؤون الخارجية موسى فاكي محمد، على هامش الإجتماع الوزاري الإتحاد الأوروبي مجموعة الساحل 5 الذي عقد ببروكسل مساء أمس الأول، "من الضروري بالنسبة لنا جميعا أن يتم تطبيق اتفاق السلام في مالي الذي رعته الجزائر في أقرب الآجال وهي النقطة التي تم التأكيد عليها ويدعمها الاتحاد الأوروبي بشكل تام". وفي بيان مشترك دعا الاتحاد الأوروبي ومجموعة الساحل 5 (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر والتشاد"، الأطراف الموقعة إلى "بذل كافة الجهود" من أجل "تطبيق الاتفاق في أقرب الآجال وإلى احترام الالتزامات المتخذة في هذا الشأن". وبعد الإشادة بالتقدم الذي سجلته الحكومة والحركات الموقعة، لاسيما عقب الدورة التاسعة للجنة متابعة اتفاق السلام، اعتبر الاتحاد الأوروبي ومجموعة الساحل 5 أن التعجيل في تطبيق الاتفاق يكتسي "أهمية بالغة"، كون استقرار المنطقة "مرهون باستقرار مالي". وأكد الاتحاد الأوروبي ومجموعة الساحل 5 بالإجماع، أن الوضع في منطقة الساحل يبقى خاضعا لتحديات أمنية واجتماعية واقتصادية وإنسانية "هامة"، ناهيك عن التهديد الإرهابي الذي يبقى "حقيقيا"، إذ يمتد من ليبيا إلى كوت ديفوار مرورا ببحيرة التشاد، حيث تسيطر مجموعة بوكوحرام على المنطقة. وأكدا في هذا السياق على "ضرورة تعزيز القدرات الأمنية والدفاعية لمجموع المنطقة بالتنسيق مع الجزائر التي تملك جيشا قويا وخبرة طويلة في مواجهة التهديدات الإرهابية، إضافة إلى التعاون على الحدود". وأبرزا في هذا الشأن أهمية ضمان الأمن على مستوى الحدود الليبية "ضمانا" للأمن على الصعيدين الإقليمي والأوروبي وضرورة تشجيع "كل الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتسيير المدمج لهذه الحدود". وأشارت رئيسة الديبلوماسية الأوروبية إلى أن "الوضع في ليبيا يشكل محل انشغال متقاسم من طرف بلدان الساحل وأوروبا، خاصة فيما يتعلق بمراقبة وتسيير الحدود الجنوبية لليبيا". واعتبرت موغيريني أن الأمر يتعلق "بمسألة أساسية" بالنسبة للاتحاد الأوروبي ومجموعة الساحل 5 سواء على المستوى الأمني أو تسيير تدفق المهاجرين عبر ليبيا. وأضافت أنه "من الضروري تشجيع ودعم تعاون الدول المتاخمة للحدود الجنوبية لليبيا من أجل تسيير مدمج للحدود"، معربة عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم "المساعدة والدعم من خلال بعثات السياسة الأمنية والدفاع المشترك في النيجرومالي". وأعلنت المسؤولة عن عقد لقاء مع الوزير الليبي للشؤون الخارجية على هامش الاجتماع الوزاري الاتحاد الأوروبي مجموعة الساحل 5، يشارك فيه وزيرا الشؤون الخارجية للنيجر والتشاد لتعميق النقاش حول هذا الموضوع. كما أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي ومجموعة الساحل 5 اتفقا على تعزيز تعاونهما في المجال الأمني.