استمتع الجمهور العاصمي أول أمس بقاعة الموقار وفي إطار برنامج شهر رمضان الفضيل الذي أعده الديوان الوطني للثقافة والإعلام بسهرة حوزية أندلسية بامتياز، إذ كانت مُخصصة لتكريم الفنان الكبير الحاج محمد الطاهر فرقاني، حيث أحيا السهرة كل من توفيق تواتي، عباس ريغي، وعدلان الفرقاني. وشكل هذا الحفل الذي كان عبارة عن وقفة عرفان وتقدير للحاج فرقاني، إحدى أقوى اللحظات الموسيقية المتناغمة التي أمتعت الجمهور وأدخلته تلقائيا في عالم الزمن الجميل، حيث استمتع الجميع بالنغمات الراقية للموسيقى الأندلسية، إلى جانب استمتاعهم بالعزف على آلة الكمان التي سافرت إيقاعاتها بالحضور إلى عالم التصوف والروحانيات. وأمام جمهور كبير من مختلف شرائح المجتمع، قدم الفنانون مجموعة من أجمل باقات الشيخ فرقاني من بينها "يا ظالمة"، "أنا المدلل" و"الهوى سيدي" و"مال حبيبي مالو". ويعد الطاهر الفرقاني معلما من معالم المالوف، فقد تميز بحسه الموسيقي المرهف وعبقريته الفريدة في الارتجال وثراء أسلوبه، وإبداعه في العزف على الكمان، مما نصبه مدرسة في فن المالوف لأكثر من نصف قرن، وقد حصد العديد من الجوائز، وحظي بالتشريف على الصعيدين الوطني والدولي. ويبقى الفنان محمد الطاهر فرقاني يمثل إحدى مرجعيات الموسيقى الجزائرية الأصيلة. هذه الوقفة استقطبت اهتمام المختصين في موسيقى المالوف الذين حضر عدد كبير منهم، حيث أدى ابنه عدلان الفرقاني قصائد متميزة له ولوالده، والذي قام بإدخال إضافات فنية تحسينية عليه فلفت بذلك الانتباه، وجعل القاعة صرحا تعمهُ أجواء الإنصات والاستمتاع، فتتعالى بين الفينة والأخرى تصفيقات حارة تعبيرا عن الإعجاب الكبير بالمقطع الموسيقي المؤدى. وبالموازاة مع هذه السهرات، سيكون عشاق الإنشاد والمدائح الدينية على موعد ابتداء من الأسبوع القادم مع عدة فرق إنشادية من مختلف ولايات الوطن وخارجه، حيث خصص برنامج متنوع تحييه نخبة من الفرق الإنشادية العربية كفرقة آفاق للإنشاد، فرقة نسمات العلي، فرقة روضة الحبيب. يذكر أن هذه السهرات تنطلق يوميا على الساعة العاشرة والنصف ليلاً.