اللاعب الدولي لخضر بلومي فرح بإطلاق سراحه من قبضة الأنتربول (الشرطة الدولية) التي ربطته في الجزائر مدة 02 عاما، على طريقة الذي يفرح بالحصول على ''أف واحد'' من لحية الدولة، وليس ''أف 61'' بعد المدة نفسها أي حين وصلت رجله الأولى إلى حافة القبر! وعندما يقدم العفو المتأخر جدا عن اللاعب المتهم بفقء عين طبيب المنتخب المصري كعنوان لإنهاء التشنج التاريخي الحاصل بين ''كوارجيه'' الجزائر و''كوارجية'' مصر بفعل عدة عوامل من بينها الصحافة الرياضية في كلا البلدين فإن ذلك لن ينهي الأزمة الحاصلة بين الجمهورين العريضين، مثلما لن تنتهي أزمة الدكتور سعيد سعدي زعيم الأرسيدي مع شخص بوتفليقة، وليس مع النظام نفسه الذي فبركه ودعمه وحوله إلى ما يشبه ''الدوبرمان'' الذي لا ينبح إلا بناء على أوامر! السلطة في مصر فشلت شعبيا، ولهذا تستثمر في الكرة المستديرة وفي الفن (وبعض الثقافة الاستهلاكية) علها توجه أنظار الرأي العام خارج لعبة البولتيك والخبزة اليومية التي أرقت بطلي الحرافيش ''مافيش''! والسلطة في الجزائر التي نسجت عملها وفق النموذج المصري حتى هي تسعى للاستثمار في الكرة لكي تصبح سياسة، والسياسة كرة ولهذا يتجند رؤساء الفرق الرياضية في الدعم والإسناد أكثر مما تتجند شرطة علي تونسي استعدادا للانتخاب. والأصل في الفكرة أن رؤساء الفرق الرياضية هم الأكثر قربا من الجمهور مثلما يكون معشر الأئمة الأقرب لجمهور المصلين (الذين عن صلاتهم ساهون) وهو ما يؤهلهم لكي يكونوا محل حظوة وترحاب، وحتى قدوة ولو من باب حمال الحطب الذي كسب، وما دام أن سوق السياسة في الجزائر أفرز لنا من رحم النظام واحدا من نوع الدكتور صادي الذي أقرّ من أول امتحان انتخابي أنه لم يفهم الشعب، وآخر من نوع عباسي مدني هدده سعدي وركب البحر وهو لا يخشى من الغرق رغم أنه لا يحسن العوم أصلا، فإن المنطق يفرض أن يغرق الأول كما غرق الثاني في البحر، فهام على وجهه في قطر وينتظر، وإن غدا لناظره قريب! لكن المنطق في دولة كل شيء ''عال ونورمال'' يقبل الاستثناء، فقد يهيج سعدي مثلما هاج أهالي بريان والقبائل ذات أعوام، إذا لم تتم مواجهته ب''الهداوة'' كما يقول المصريون أنفسهم ! وبالتالي يصبح من العبث تهديد حزبه بالحل أو مقاضاته بسبب رفعه خرقة سوداء فوق حزبه، والأفضل أن يتولى لخضر بلومي بعد أن عفوا عنه رفع خرقة بيضاء، إلى جانبها دليلا على جنوحه للسلم وليس الاستسلام فهو الأفضل، على أن يستسمح في ذلك الرجل!