علي تونسي يقنع الأنتربول بإلغاء الأمر الدولي بالقبض على بلومي كشفت مصادر مقربة من المديرية العامة للأمن الوطني أن المدير العام علي تونسي نجح في إبطال مفعول الأمر الدولي بالقبض على لخضر بلومي من طرف الأنتربول. وأوضحت مصادرنا أن القرار اتخذ خلال الجمعية العامة للأنتربول التي انعقدت في الفترة من 16 إلى 22 سبتمبر بمدينة ساوباولو البرازيلية بمشاركة 186 دولة. وقرر أعضاء الجمعية العامة بعد مساعي حثيثة من مكتب الانتربول بالجزائر إحالة الملف على السلطات الجزائرية مما يعني إلغاء الأمر الدولي بالقبض على لخضر بلومي الذي صدر في حقه بطلب من السلطات القضائية المصرية بعد إتهامه بالاعتداء على طبيب المنتخب المصري إثر نهاية مباراة الجزائر ضد مصر بالقاهرة في إطار اقصائيات مونديال 1990 بإيطاليا والذي انتهى بتأهل الفراعنة على حساب الجزائر وحوكم بلومي غيابيا وحكم عليه بالسجن ودفع غرامة مالية، ونتج عن تواجد بلومي بالجزائر وعدم توفر الإمكانية لتنفيذ الحكم إصدار أمر دولي بالقبض عليه عبر الأنتربول مما نتج عن ذلك فرض حصار على نجم الكرة الجزائرية الذي بقي رهينة الحدود الجزائرية. وسبق لوزارة العدل والخارجية أن تحركا لحل القضية تفاوضيا مع نظيرتيهما في مصر، لكن المحاولات باءت بالفشل، كما سعت "الفاف" أثناء عهدة روراوة في نفس الاتجاه ولقيت التجاوب من الاتحاد المصري لكرة القدم، حيث قاد أحمد شوبير نائب رئيس الإتحاد لواء التفاوض مع السلطات القضائية المصرية، لكن المحاولة فشلت مرة أخرى. وجاء الفرج عن طريق المديرية العامة للأمن الوطني التي نجحت في خطوة أولى وأدرجت القضية ضمن جدول أعمال الجمعية العامة للأنتربول المنعقدة بساوباولو البرازيلية، وكللت مساعيها بإقناع أعضاء الجمعية العامة لإلغاء قرار الأمر الدولي بالقبض على بلومي وتحويله إلى السلطات الجزائرية. وبهذا يتحرر بلومي من القيود التي منعته لسنوات من تلبية الدعوات التي وصلته من عدة دول للمشاركة في مباريات استعراضية تليق بسمعته الدولية التي كسبها في سنوات الثمانينيات عندما كان النجم الأول للكرة الجزائرية وأحد أقطاب الكرة الافريقية. وسيم.ب تسامح بلومي مثلما برهن بلومي في أيام عزه الكروي على انفراده بفنيات متميزة وأبدع في صناعة أمجاد الكرة الجزائرية، يعود هذه الأيام ليظهر الكثير من التسامح ونسيان الأحقاد، حيث لبى دعوة مؤسسة رينغ للهاتف النقال الراعية للكأس الممتازة رغم أنها شركة مصرية. بلومي لبى الدعوة دون شروط، الأمر الذي ترك انطباعا إيجابيا في نفس هاني محزز مدير الشركة حتى أنه وعده بأن يكون تحت طلبه وطلب جمعية لاراديوز التي يتولى رئاستها الشرفية. ق.ر بلومي يحرم من أداء فريضة الحج يعود تاريخ آخر زيارة لبلومي خارج الحدود إلى سبتمبر العام الماضي، حينما تلقى دعوة من دولة الإمارات العربية لحضور تكريم خاص على شرفه من طرف الاتحاد العربي.. ومنذ ذلك التاريخ ونجم الكرة الجزائرية محروم عليه مغادرة الوطن بحجة تعميم قرار التوقيف من طرف الشرطة الدولية (الأنتربول). وتلقى أحد صانعي ملحمة خيخون عن دورات دولية دعوات للمشاركة كنجم ولاعب ومدرب، وكأحد صانعي الأمجاد الكروية للجزائر، فمنع من المشاركة في حملة تضامنية مع ضحايا زلزال بومرداس في دورة كروية بفرنسا كانت مداخيلها ستعود إلى عائلات الضحايا، ومنع من التضامن مع الشعب اللبناني في دورة تضامنية مع ضحايا مجزرة قانا، وحرم من تمثيل الجزائر في المونديال الألماني حيث غابت الجزائر بعد أن تلقى دعوة باعتباره ممثلا لشركة تويوتا، مثلما حرم من تعويض مرارة غياب "الخضر" عن نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة. وما أصعب أن يبكي الرجال على مجد صنعوه ليجنوا من ورائه الأشواك، فبلومي لم يتمالك نفسه حينما تلقى دعوة من طرف رئيس الجمهورية وتأثر إلى حدّ البكاء، وهو يجني ثمار تضحياته من أجل الوطن، ولو أن الكثير يعلم بأنه بريء من الحادثة براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وما حز في نفس بلومي هو أنه تلقى دعوة لأداء مناسك الحج، بل وكان ينوي ذلك، لكن حلمه في أداء الشعائر الدينية اصطدم بقرار الحظر المفروض عليه، أما الآن فبلومي استعاد حقوقه وكأنه يولد من جديد. هذه هي حكاية بلومي من الحصار الذي فرضه الأمن الدولي بمذكرة القبض عليه في قضية لم يكن له يد فيها وعجزت فيها كل الطرق التفاوضية مع العدالة المصرية حتى تحرّك المدير العام للأمن الوطني علي تونسي. يوسف. ب تفاصيل الحادثة كما رواها بلومي في حوار سابق للشروق اليومي تعود قضية لخضر بلومي مع العدالة المصرية الى تاريخ 17نوفمبر من عام 1989 حين التقى منتخبنا الوطني الجزائري بنظيره المصري برسم مباراة العودة من الدور الأخير لإقصائيات كأس العالم التي جرت رحاها في في السنة الموالية بإيطاليا. يقول لخضر بلومي انه بالنظر الى الأجواء المشحونة التي جرت فيها المباراة بين منتخبنا الوطني والمصري والتي كانت مصيرية لكلا المنتخبين، استعمل المصريون كل الوسائل حتى الممنوعة منها لنخسر المباراة وبالتالي يكسب الفريق المصري تأهله الى الأدوار النهائية لكأس العالم. بلومي وبالرغم من مرور حوالي 17 سنة من ذلك اللقاء، ذاكرته لم تنس ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، ففي صبيحة يوم المباراة يقول بلومي لجأ الكثير من المصريين الى التأثير علينا من خلال قدومهم الى الفندق الذي كنا نقيم فيه، وقد طلب منا المدرب أنذاك عبد الحميد كرمالي بعدم الدخول في لعبة المصريين، وهو ما زاد من لهيب هؤلاء الأنصار، حيث اعترضوا سبيلنا في الطريق المؤدي الى ملعب ناصر بالقاهرة، لدرجة ان البعض راح يشتمنا ويسبنا والبعض الآخر راح يقصفنا بقارورات المياه، وكل شيء كان مرتبا، كون الأمن المصري لم يوفر لنا ادنى حماية أمنية كما تقتضيه ظروف مثل هذه المباريات الكبيرة والمصيرية. ما ان دخلنا ملعب ناصر بالقاهرة يضيف بلومي حتى انفجر الجمهور غضبا علينا واصبح كل ما هو جزائري غير مرغوب فيه، وبحكم تجربة وخبرة الكثير من اللاعبين الذي شاركوا في المباراة لم نبال بما كان يحاك ضدنا، فلعبنا مبارة جيدة، ولولا الانحياز الفاضح للحكم الايطالي باحتسابه لهدف خيالي بالرغم من الاعتداء الفاضح على الحارس دريد. حمدنا الله على خسارتنا المباراة نظرا للأجواء المشحونة التي جرت فيها المباراة واهمية نتيجتها، حمدنا الله على خسارتنا المباراة يقول بلومي وإلا لما خرجنا سالمين من ملعب ناصر بالقاهرة، ورغم الخسارة بهدف لصفر والذي كلفنا الإقصاء بحكم نتيجة التعادل السلبي الذي انتهت به مباراة الذهاب التي لعبت بمدينة قسنطينة، تعرضنا الى العديد من المضايقات، خاصة بعد اعلان الحكم نهاية المباراة، حيث اقتحم الكثير من الجماهير ارضية الميدان ولولا لجوءنا بالاختباء في غرف تغيير الملابس لحدث لنا ما لم يكن في الحسبان. المضايقات امتدت الى الفندق الذي كنا نقيم فيه وقبل ان يصل بلومي الى لب القضية، يضيف يقول ان المضايقات التي تعرضنا لها من طرف المصريين لم تتوقف بعد اعلان الحكم نهاية المباراة، بل امتدت الى ما بعدها، فأثناء وصولنا الى فندق الشيراطون الذي كنا نقيم فيه، راح بعض من نزلاء الفندق وهم مصريين وبعض من الجماهير الى شتمنا، كانت حينها الساعة تشير الى السابعة تقريبا، فطلب المدرب كرمالي من جميع اللاعبين الصعود الى غرفهم، فالتحقت بغرفتي رقم 00122، تاركا ورائي كل من الحارس قادري ومدرب حراس المرمى مراد عبد الوهاب والصحفي الحبيب بن علي من قناة التلفزة الجزائرية. كل من تأخر باللحاق بغرفته تعرض للضرب المبرح ويضيف بلومي ان كل من تأخر من المنتخب الوطني او من البعثة الجزائرية تعرض الى الضرب المبرح من طرف المصريين، حيث استعمل بعض من الجماهير العصي، حيث تعرض كل من الحبيب بن علي ومراد عبد الوهاب وحتى الحارس قادري الى الضرب المبرح. في صبيحة اليوم الموالي تفاجأت بقرار الاستدعاء من طرف البوليس المصري. لكن ماذا حدث من بعد ذلك؟ بلومي يجيب قائلا: "تفاجأنا في صبيحة اليوم الموالي من المباراة باستدعاء من الأمن المصري للمثول امامه، وبعد استفساري عن السبب قيل لي انك قمت بفقأ عين احد الأطباء المصريين الذي كان يقيم بالفندق، تعجبت من التهمة التي وجهت لي، وبما انني بريء من هذه التهمة توجهت رفقة رئيس البعثة ومدرب حراس المرمى الى مقر الأمن، حيث تم الاستماع الى أقوالي، وقد وجهت لي تهمة الاعتداء على طبيب مصري وفقأ احدى عينيه، ورغم انني اقسمت لهم ان لا علاقة لي بالذي حدث، أصر وكيل الأمن المصري على التهمة التي وجهت لي وقرر حبسي وعدم السماح لي بالعودة الى الجزائر الى غاية محاكمتي. السفير المصري تدخل لحل المشكلة بعد قرار وكيل الجمهورية المصري بتوقيفي وعدم السماح لي بمغادرة التراب المصري، اضطر السفير المصري للتدخل شخصيا، حيث توصل الى حل الإشكال فسمح لي بمرافقة عناصر المنتخب الوطني والعودة الى ارض الوطن سالما معافى، ما ان ركبت الطائرة عائدا الى الجزائر أقسمت ان لا أعود مرة اخرى الى مصر مهما كانت الظروف. عند قادري ومراد عبد الوهاب الخبر اليقين لكن من اعتدى على الطبيب المصري وقام بفقأ احدى عينيه، يجيب بلومي قائلا: اسألوا الحارس قادري ومراد عبد الوهاب والصحفي الحبيب بن علي، فهؤلاء على علم بالذي اعتدى على الطبيب المصري، بلومي اقسم بأغلظ الأيمان انه بريء من التهمة التي وجهت له وان لاعلاقة له بها، وان التهمة التي وجهت له من طرف البوليس المصري الهدف منها الإساءة اليه والنيل من اسمه، كونه يمثل رمزا من رموز الكرة الجزائرية، ولأن اسم بلومي يعني الإساءة الى الجزائر كشعب ووطن. بلومي يضيف ان الأسماء الثلاثة التي ذكرها لنا هي أدرى من غيرها عن الشخص الذي قام بالاعتداء على الطبيب المصري. الراحل الشريف مساعدية طوى القضية مع السفير المصري بالجزائر بلومي وبعد مرور كما سبق الذكر 17 سنة عن هذه القضية يعترف ولأول مرة انه بعد شهر من تلك الحادثة التقى السفير المصري بالجزائر مع الراحل الشريف مساعدية الذي كان أحد الرموز الفاعلة انذاك في الحكم، وتوصل الطرفان الى حل يطوي القضية نهائيا، بعد ان صدر في حقي الحكم بسجني لمدة خمس سنوات، حيث رفعت عني المحكمة المصرية حكمها، حيث هذا الحكم كاد أن يحدث أزمة سياسية بين الجزائر ومصر. كريم مادي