أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها عناصر من الجيش التركي، مؤكدأ أن رئيس الأركان، الجنرال خلوصي آكار استعاد السيطرة على الأمن في البلاد، وكشف يلدريم عن "السيطرة إلى حد كبير" على محاولة الانقلاب التي وصفها ب"الغبية" والتي نفذتها مجموعة من العسكريين الجمعة. وأضاف رئيس الوزراء أنه سيتم إسقاط أي مروحية أو مقاتلة للانقلابيين فوق العاصمة أنقرة. وصرح يلديريم في اتصال هاتفي مع شبكة "إن تي في" " إنها محاولة غبية مصيرها الفشل، وتمت السيطرة عليها إلى حد كبير"، بينما أشارت الاستخبارات التركية إلى "عودة الوضع الى طبيعته" في الوقت الذي تعرض فيه البرلمان في أنقرة لقصف جوي. من جانبه، توعد الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان "محاولي الانقلاب على الديمقراطية، وأنهم سيدفعون ثمنا باهظا أمام القضاء التركي". وكان الجيش التركي قد أعلن في وقت سابق استيلاءه على السلطة، من أجل الحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان. هكذا تغيرت الأمور في تركيا لصالح أردوغان شهدت ساعات ما بعد منتصف ليل 15جويلية 2016، في تركيا تحولاً درامياً في الأحداث بعد قليل من محاولة انقلاب عسكري، حيث تدفق مئات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع استجابة للنداء الرئيس رجب طيب أردوغان، الأمر الذي دفع القوات التي قامت بالانقلاب للتراجع والانسحاب من أماكن عديدة واعتقال بعض قادتها. وفي تلك الأثناء سجلت ردود الفعل الدولية تغييراً في لهجتها حيث مالت الولاياتالمتحدة إلى حسم دعمها للشرعية في تركيا، بعدما كان وزير خارجيتها جون كيري قد أدلى بتصريح يمسك العصا من المنتصف، وبالمثل دعمت الحكومة الألمانية النظام التركي وأعلنت رفضها للانقلاب. وسجلت القوى السياسية في تركيا موفقاً فريداً من نوعه حينما رفضت تدخل الجيش في الحياة السياسية، وبالمثل فقد أعلنت متحدث باسم جماعة فتح كولن رفضها لمبدأ الانقلاب العسكري. أولا: تمت السيطرة على مدينة اسطنبول بشكل شبه كامل من قبل القوات الأمنية التابعة للحكومة، بعد نزول الجماهير التركية للشارع تلبية لدعوة أردوغان. ثانيا: سيطرت الحكومة على معظم مناطق أنقرة، وستتابع القوات التابعة لها السيطرة على باقي جيوب الانقلاب خلال ساعات. ثالثا: انسحبت القوات الانقلابية من مطار أتاتورك وغيره من المناطق الحيوية، تحت ضغط القوات الحكومية الأمنية والجماهير التركية. رابعا: إعلان أهم قادة الجيوش التركية (الجيش الأول- البحرية- القوات الخاصة) رفضها للانقلاب، ودعوة قائد الجيش الثالث قواته المشاركة بالمحاولة الانقلابية العودة إلى ثكناتهم. رابعا: الإفراج عن قائد الجيش رئيس هيئة الأركان خلوصي آركان بعد ساعات من اعتقاله لدى الانقلابيين، وإعلان الجيش أن رئيسه عاد لمزاولة عمله كالمعتاد. خامسا: إلقاء القبض على عدد كبير من الضباط المتورطين بالمحاولة الانقلابية، من بينهم قائد الجندرمة في مدينة بورصة. سادسا: إعادة سيطرة الحكومة وقواتها على التلفزيونات الحكومية، وإعلان نهاية احتلال الانقلابيين للتلفزيون الرسمي الذي أجبر على الإعلان عن قرار الانقلابيين سيطرة "الجيش على السلطة". سابعا: عودة الطيران المدني مطار أتاتورك لعمله بشكل جزئي. ثامنا: الرئيس أردوغان ورئيس حكومته والوزراء كافة ورئيس مجلس النواب وأعضاؤه يعملون بشكل معتاد، ويطلقون تصريحاتهم الرافضة للانقلاب عبر وسائل الإعلام المختلفة. تاسعا: إعلان الدول الكبرى كافة، بما فيها الولاياتالمتحدة والعواصم الأوروبية دعمها للحكومة الديمقراطية. هذا وأعلن التلفزيون التركي اعتقال 13 ضابطا و4 جنرالات في الجيش التركي، من بينهم مسؤول أمن مطار أنقرة الدولي، وذلك بسبب ارتباطهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، فيما ذكرت قناة الجزيرة أنه تم اعتقال قائد الجندرما، في إحدى المدن التركية لارتباطه بالمحاولة الانقلابية. وأعلن وزير الداخلية التركي رسميا فشل محاولة الانقلاب، كما أعلنت قناة إن تي في التركية تحرير رئيس هيئة الأركان التركي الموالي لنظام الحكم الديمقراطي بقيادة أردوغان، وأكدت عودته الى عمله كالمعتاد على رأس الجيش. وقال قائد القوات الخاصة التركية، إن الانقلاب سيفشل، مؤكدا أن الوضع تحت السيطرة. وأشار قائد القوات الخاصة التركية أن "مجموعة من الأشقياء تحاول الانقلاب، ولكنهم لن ينجحوا". كما أظهرت صور تداولها نشطاء على الإنترنت عملية اعتقال تقوم بها قوات من الشرطة التركية لضباط في الجيش يرتدون زيهم العسكري، وقال النشطاء إنها صور لاعتقالات بدأت في صفوف قيادات العسكر الذين حاولوا تنفيذ انقلاب للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان مساء الجمعة.