ما حدث قد يكون سيناريو للقضاء على جماعة فتح الله كولن وضباط علمانيين
اختلفت التحليلات والرؤى بشأن حقيقة ما حدث أول أمس في تركيا ومحاولة الانقلاب التي قادتها مجموعة من العسكريين لإنهاء حكم رجب طيب أردوغان، لكن وجه الاتفاق يكمن حسب بعض المحللين السياسيين والعسكريين في "الثغرات" التي أفشلت الانقلاب في ساعات قليلة وجعلت منفذيه معزولين عن التأييد الداخلي والخارجي.
اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد: "الشعب هو من أنقذ أردوغان من الانقلاب رغم أخطائه" اعتبر الخبير العسكري اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد أن فشل محاولة الانقلاب على حكم رجب طيب أردوغان في تركيا مرده الى أن مهندسي الانقلاب لم يحملوا مطالب الشعب، لأنه حسبه لو كانت السياسة في السلطة خاطئة ولا تتطابق مع السياسة الشعبية لكان الجيش في يد الشعب وليس في يد الدولة، كما أن استقامة هذه الأخيرة وديمقراطيتها جعلت الجيش أداة في يدها وهو ما نتج عنه فشل محاولة الانقلاب في ساعات قليلة. وأوضح المصدر أمس في تصريح ل«البلاد" أن الشعب التركي لم يطالب بالتغيير وأنقذ رئيسه من محاولة الانقلاب رغم الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها رجب طيب أردوغان خاصة في ما يتعلق بملف الأكراد والإرهاب. الرئيس التركي أظهر لشعبه مؤخرا النية في تغيير ما يزعجه وترجمة ذلك بإجراء تغيير على مستوى بعض القيادات كطريقة للاستجابة لما يريده الشعب.
العقيد المتقاعد أحمد عظيمي: "ما حدث في تركيا غريب وقد يكون سيناريو لتصفية جماعة كولن والضباط العلمانيين" وصف الخبير العسكري أحمد عظيمي ما حدث أول أمس في تركيا ب«الغريب"، على اعتبار أن التخطيط لتنفيذ انقلاب عسكري من قبل قيادة عسكرية يتطلب أخذ كل الاحتياطات الضرورية لإنجاح المشروع على غرار الحصول على موافقة الوحدات العسكرية وإلقاء القبض على المخالفين لرغبة الانقلاب من القادة العسكريين، بالإضافة الى القبض على المسؤولين السياسيين كالرئيس ورئيس الحكومة والسيطرة على الإذاعة والتلفزيون. وقال أحمد عظيمي، أمس في تصريح ل«البلاد"، إن ما حصل في تركيا وفشل محاولة الانقلاب العسكري على رجب طيب أردوغان له احتمالان: إما أن تكون مجموعة صغيرة من الضباط المغامرين خططت للانقلاب دون موافقة القادة العسكريين وأن يكون هؤلاء قد أوهموهم بالموافقة ثم تركوهم في آخر لحظة، أو أن تكون محاولة الانقلاب مجرد سيناريو وضعته السلطات التركية من أجل تصفية جماعة فتح الله كولن رجل الدين والإصلاح المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي يهيمن على قطاع التربية والتعليم العالي والاتصال في تركيا يشكل عدوا كبيرا لأردوغان الذي قال عنه إنه أصبح دولة داخل دولة، أو أن يكون هدف السيناريو القضاء على المجموعة المتبقية من الضباط العلمانيين.
المحلل السياسي عبد العالي رزاقي: "دول غربية وراء محاولة الانقلاب لإعادة ترتيب البيت العربي" أعطى المحلل السياسي عبد العالي رزاقي بعدا دوليا لمحاولة الانقلاب على الحكم في تركيا، واعتبر أن دولا غربية كبيرة بحجم أمريكا وإسرائيل وفرنسا لها علاقة بما دبر للإطاحة برجب طيب أردوغان وهدفها من ذلك وضع رئيس من العسكر يكون خادمها لإعادة ترتيب البيت العربي. واستدل المتحدث على ذلك أمس ل«البلاد" بلجوء بعض الدول على غرار فرنساوأمريكا الى سحب سفرائها من تركيا قبل تنفيذ محاولة الانقلاب العسكري.