أبان تقرير حديث للقيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بوهران، أن وحداتها الموزعة عبر 12 ولاية و134 دائرة تقع ضمن اختصاصها، أوقفت خلال السداسي الأول من السنة الجارية، أحبطت 23 هجرة غير شرعية لما يقرب عن 133 مرشحا للإبحار السري نحو سواحل الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط دون احتساب العملية الأخيرة التي قادتها المجموعة الولائية لخفر السواحل بإحباط هجرة 70 حراڤا، بينهم 10 رعايا أفارقة من 3 دول جنوب صحراوية. وحسب ذات المعطيات، فإن عدد الرحلات الفاشلة لموجات الشباب الراغب في بلوغ سواحل الأندلس على وجه التحديد انطلاقا من سواحل الغرب الجزائري التي تتحكم فيها القيادة الجهوية للدرك على مسافة تزيد عن 338 كلم، يعتبر مرعبا للغاية مقارنة بحصيلة السداسي الأول لسنة 2015 الذي لم يتخط حاجز 14 رحلة سرية أحبطتها الأجهزة الأمنية التي تقع تحت القيادة الجهوية الثانية بوهران، وهو ما يؤكد مخاوف المصالح الأمنية من عودة عصابات تهريب البشر إلى إحياء هذه الجريمة، مما أدى إلى رفع منسوب المراقبة الأمنية عبر سواحل ولايات وهران، تلمسان، الشلف، عين تموشنت ومستغانم، موازاة مع إعلانها عن مضاعفة عدد الحواجز الأمنية وتفتيش المشتبه بهم في هذه الجريمة التي بدأت ترسم ملامح العودة عبر شواطئ الجهة التي ازدهرت في السنوات الماضية قياسا بالرقم الأمني المقدم في هذا الشأن، حيث يستشري نشاط تهريب البشر وتتمدد مافيا بيع القوارب المجهزة للإبحار السري. ورغم نجاح وحدات الدرك على مستوى هذه الجهة من الوطن في تفكيك 3 عصابات مشكلة من 10 أشخاص ب3 ولايات ساحلية متهمة بتنظيم رحلات سرية نحو سواحل إسبانيا مقابل عمولات تصل حدود 40 ألف دينار جزائري للفرد الواحد،من ضمنها عصابة يديرها ثلاثة أشخاص بمستغانم ينظمون رحلات الإبحار غير الشرعي عن طريق خدمات "سكايب"، تم حبسهم وإدانتهم بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا على مستوى مجلس قضاء ذات الولاية، كما تمت مصادرة أكثر من 14 قارب صيد ومعدات "الحرڤة" ممثلة في 133 صدرية نجدة و8 محركات من نوع "ياماها" وكمية معتبرة من الوقود، غير أن "مارد" الهجرة غير الشرعية يبقى الأقوى في الجهة لتعوّد أشخاص منخرطين في هذه الجريمة على هذا النشاط غير الشرعي، بالإضافة إلى قرب مسافة الإبحار بين سواحل الغرب وسواحل الجنوب الإسباني، على غرار غرناطة، مورسيا وألميريا. في سياق متصل بالموضوع، قال مسؤول أمني إنه رغم القيود الصارمة على مستوى هذه الشواطئ ما يحد من نشاط المهربين والمرشحين للهجرة السرية، لكن في بعض الأحيان يضيف المصدر "تقع محاولات معزولة بسبب غفلة أجهزة الرقابة في جنح الليل بسبب انشغالها بأحداث أخرى بدرجة لا تسمح بالتعامل مع هذا الوضع بشكل جيد، كما تلجأ قوافل الهجرة غير الشرعية إلى الاعتماد على ممرات ملاحية غير مراقبة.