صيف ساخن دون عطلة للقيادات الأفلانية يوجد عدد معتبر من قيادات وقواعد حزب جبهة التحرير الوطني على الأعصاب هذه الأيام، بعد ما استحوذت حرب التصريحات والتصريحات المضادة بين الأمين العام الحالي للحزب عمار سعداني وأنصاره، وبين معارضيه، على المشهد السياسي في هذا الصيف الحار، والذي في العادة يخصص للراحة والاستجمام. صيف الأفلان هذا العام يبدو أنه سيكون عكس سابقيه بعدما رفضت قيادات معارضة لسعداني الخروج في عطلة الصيف وفضلت بداية موسم "التبلتيك" قبل بداية الدخول الإجتماعي المرتقب شهر سبتمبر، وهو الشهر الذي توعد فيه الأمين العام الحالي بالرد على خصومه المشكلين لعدة جبهات، هدفها واحد ووحيد، وهو الإطاحة بسعداني من على رأس جبهة التحرير. وحسب مصادر مؤكدة، فإن بعض أعضاء اللجنة المركزية عبروا صراحة عن تخوفهم من أن يستولي وزراء جدد في حكومة سلال تحصلوا على بطاقة الانخراط بالحزب والعضوية داخل اللجنة المركزية في الدورة الأخيرة فقط على العضوية في لجنة الترشيحات التي ستدرس ملفات المترشحين لتشريعيات السداسي الأول من العام المقبل، ما يعني تهميش لتعب ونضال عدد كبير من قيادات الحزب التي يمتلك بعضها عشرات السنيين من النضال. ويشاطر بعض أعضاء المكتب السياسي الحالي، تخوف شريحة واسعة من أعضاء اللجنة المركزية الراغبين في تواجد أسمائهم على قوائم تشريعيات 2017، فمعظم تشكيلة المكتب السياسي محسوبة بامتياز على عمار سعداني، ما يعني أن تواجدها في قوائم برلمان العام المقبل سيخضع لكثير من الحسابات الدقيقة التي ستقوم بها السلطات العليا، وعلى رأسها رئيس الحزب. وحسب المصادر المؤكدة ذاتها، فإن الاتصالات لم تنقطع منذ أيام بين عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب وعدد من أعضاء المكتب السياسي الراغبين أيضا للترشح في التشريعيات القادمة، وجرى الاتفاق المبدئي على قبول ثلاثة وزراء فقط في لجنة الترشيحات التي ستدرس ملفات المترشحين ويتعلق الأمر بالوزراء الذين يملكون سنوات طويلة من النضال وهو الطيب لوح وعبد القادر مساهل وعبد السلام شلغوم. فيما رحب الجميع بالدور الفعال الذي من المنتظر أن يقوم به مستقبلا الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال بإعتباره رجل ثقة الرئيس وشخصية سياسية من الوزن الثقيل تزيد في الأفلان ولا تنقص منه. وحسب مصادر مطلعة، فإنه من المنتظر أن تتشكل لجنة ترشيحات الحزب من حوالي 12 إلى 16 عضوا يرأسها الأمين العام للحزب وستنسق عملها حسب المصادر ذاتها مع الوزير الأول عبد المالك سلال، والذي قد يقبل بفكرة ترؤس قائمة الجزائر العاصمة، بعدما عرض عليه ذلك. كما سيكون من بينها 4 إلى 5 أعضاء من المكتب السياسي و4 إلى 5 وزراء في حكومة سلال. فيما لم يفصل بعد إضافة 4 إلى 5 أعضاء من أعضاء اللجنة المركزية من ذوي الخبرة والنضال الطويل بالأفلان.