فضلت مختلف الأنظمة العربية انتهاج سياسة ''النعامة'' التي تغرس رأسها في الرمل للهروب من التزاماتها الإقليمية والعربية تجاه الأحداث الراهنة التي تعيشها تونس منذ أزيد من شهر أفضت إلى فرار الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية بعد 23 سنة من الحكم. الخارجية القطرية التي شكلت الاستثناء في الوطن العربي. كانت الوحيدة التي عبرت عن احترامها لإرادة الشعب التونسي وخياراته مؤكدة التزام قطر ب ''علاقتها المتينة مع الشعب التونسي العزيز وحرصها على علاقاتها المميزة مع الجمهورية التونسية والعمل على تنميتها وتطويرها لما يخدم مصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين''، في وقت سعت الجامعة العربية إلى ركوب ''الموجة'' بدعوتها كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي إلى ''التكاثف'' والعمل سويا للتوصل إلى ''توافق وطني'' حول سبل إخراج البلاد من الأزمة بما يضمن احترام إرادة الشعب التونسي والمصالح العليا للوطن، موضحة للشعب التونسي الذي يعيش ''مرحلة تاريخية'' في أول بيان لها منذ اندلاع ''رياح التغيير'' في 17 ديسمبر الماضي أنها تتابع ''بدقة واهتمام ''التطورات الجارية في تونس الشقيقة وتترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة''، مقدمة ''خالص تعازيها ومواساتها للشعب التونسي وأهالي الشهداء، مؤكدة على الأهمية القصوى التي توليها الجامعة ''لأمن تونس واستقرارها''. وقررت المملكة السعودية استقبال ''فخامة الرئيس زين العابدين بن علي'' والترحيب به على أراضيها تقديرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق''، وهو ما يؤكد أن الرياض ما زالت تعترف بسيادة ''الرئيس الفار'' على تونس، مؤكدة في بيان ملكي احترامها ''لكل إجراء يعود بالخير على الشعب التونسي الشقيق''. وترى الخارجية المصرية بعد 24 ساعة من فرار الرئيس التونسي إلى خارج بلاده أنه ''من المهم في اللحظة الحالية أن يتكاتف التونسيون جميعا، من أجل صون مكتسباتهم التي حققوها على مدار عقود بعد الاستقلال والحيلولة دون أي تطور سلبي يعرض تلك المكتسبات للخطر''، موضحة في بيان لها ''إن مصر إذ تؤكد على احترامها لخيارات الشعب في تونس الشقيقة، فإنها تثق في حكمة الإخوة التونسيين على ضبط الوضع وتفادي سقوط تونس في الفوضى''. وعدا قطر والسعودية ومصر والجامعة العربية، فإن باقي الدول العربية ''اعتبرت ما يحدث في تونس شأنا داخليا'' فحتى الدول الشقيقة والصديقة كليبيا والمغرب وموريتانيا والسودان الذي يعيش لعنة لحظات الإعلان عن انقسام جنوبه عن شماله، ما زالت تلتزم الصمت المطبق.