بين ترحيب دولي وصمت عربي مطبق، تباينت ردود الأفعال الرسمية على هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد موجة احتجاجات عمت أرجاء تونس الخضراء. ففي أمريكا، أشاد الرئيس باراك أوباما مساء الجمعة "بشجاعة وكرامة" الشعب التونسي داعيا لإجراء انتخابات نزيهة وحرة عقب الإطاحة بزين العابدين، وقال أوباما في بيان "أدين واستنكر استخدام العنف ضد المدنيين في تونس الذين يعبرون سلميا عن رأيهم، وأشيد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تقف مع المجتمع الدولي شاهدا على هذا النضال الشجاع من أجل الحصول على الحقوق العالمية التي علينا جميعا أن نلتزم بها، وسنتذكر لفترة طويلة صور الشعب التونسي وهو يسعى إلى جعل صوته مسموعا". أما فرنسا التي كان بن علي اقرب حلفائها، فقد أعلنت اعترافها بالانتقال الدستوري الذي حدث في تونس ومغادرة الرئيس للبلاد، بينما أكدت الخارجية الفرنسية أن الحكومة لم تتسلم طلبا من "بن علي" للمجيء إليها، وأنها ستتشاور مع الحكومة التونسيةالجديدة في حالة تلقي طلب. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: إن بلاده تأمل في نهاية سلمية للعنف وإنه من خلال الحوار وحده، يمكن تحقيق تغير ديمقراطي.. وأن فرنسا تقف جنبا إلى جنب مع التونسيين في هذه "الفترة الحاسمة" وإنه يعترف بالانتقال الدستوري. وعربيا لم تصدر أي مواقف رسمية حول مغادرة "بن علي" البلاد حتى أمس السبت باستثناء ما أعلنته الخارجية القطرية عن "احترامها لإرادة الشعب التونسي"، فيما يعد أول تعليق عربي على مغادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بلاده. وأكدت "التزام دولة قطر بعلاقتها المتينة مع الشعب التونسي العزيز، وحرصها على علاقاتها المميزة مع الجمهورية التونسية والعمل على تنميتها وتطويرها لما يخدم مصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين". يذكر ان العلاقات الرسمية بين تونس وقطر في عهد بن علي كانت تتسم غالباً بالجفاء، على خلفية انتقادات تونس لتغطية فضائية "الجزيرة" القطرية للشأن التونسي. ومن جانبها، أكدت الأمانة العامة للجامعة العربية "اهتمامها الشديد ومتابعتها باهتمام خاص" تطورات الأوضاع والأحداث التي تشهدها تونس، علي أثر الصدامات الموسعة التي أفضت بالإطاحة برئيسها زين العابدين بن علي، وأرغمته علي مغادرة البلاد، دون أن تتبنى موقفا أكثر وضوحا من التطورات الأخيرة.