تفتح محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، ملف 8 متهمين شكلوا جماعة إجرامية منظمة لبيع وتهريب وتصدير المخدرات، بعدما اتخذوا من الجزائر مركز عبور لنقل المخدرات بعد تهريبها من المملكة المغربية ليتم تحويلها إلى مغنية، معسكر، ورڤلة ثم إليزي ومنه إلى الجمهورية الليبية، ما مكن مصالح الضبطية القضائية من مصادرة نحو 52 كلغ من القنب الهندي المغربي، ومن بين المتهمين 4 موقوفين بينهم دركي بحرس الحدود فيما يتواجد 4 آخرين في حالة فرار بينهم رعية ليبي. وكما كان لنا السبق في الكشف عن تفاصيل هذه القضية، فإن الإطاحة بأفراد هذه العصابة الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و58 عاما، انطلق بتاريخ 22 أكتوبر 2013، بموجب شكوى تقدم بها صاحب وكالة لإيجار السيارات كائن مقرها بنواحي الرغاية غرب العاصمة أمام فرقة البحث والتدخل بأمن ولاية الجزائر، مبلغا خلالها عن شكوك راودته إزاء أحد الزبائن المدعو (ج.س) الذي استأجر منه سيارة من طراز "هيونداي أكسنت" خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 2013، وباستعادتها تفاجأ بوجود تغييرات عليها، حيث عاين فتح البراغي المثبتة بالجناحين الأماميين للسيارة وكذا بالنسبة للبراغي المثبتة على الأبواب الخلفية والماسح الزجاجي الأمامي وإعادة تركيبها بطريقة غير صحيحة، وما زاده شكا هو تقدم الزبون المشتبه فيه إليه مرة ثانية وهو يلح على استئجار نفس السيارة، ولأن الأخيرة كانت مؤجرة لزبون آخر عرض عليه صاحب الوكالة سيارة غيرها، والتي بعد استعادتها هي الأخرى تفاجأ الشاكي لدى معاينتها أن عدادها الكيلومتري سجل مسافة فاقت كل التوقعات، وأنها تعرضت لنفس التغييرات التي طرأت على السيارة الأولى، وعلى أساس ذلك قدم الشاكي رقم هاتف المشتبه فيه لأفراد الشرطة القضائية لتضعه تحت المراقبة، كما أخضع لدراسة تقنية تبين أن المبلغ عنه كان على تواصل مستمر مع شخص يقيم بمدينة مغنية بولاية تلمسان، وأن الأخير كان على تواصل مع شخص يقيم بمدينة الدبداب بولاية إليزي. وفي خضم التحقيقات تم تتبع تحركات (ج.س) البالغ من العمر 58 سنة، ما أسفر عن توقيفه في حدود الساعة منتصف نهار يوم 28 ديسمبر 2013 بإقليم بلدية حاسي بن عبيد بالطريق الوطني الرابط بين مدينتي ورڤلة وتڤرت وهو على متن سيارة من طراز "هيونداي أكسنت" المستأجرة من وكالة الشاكي، وكان المتهم رفقة ابنه القاصر (ج.س.إ)، وبإخضاع السيارة للتفتيش ضبطت بداخلها كمية معتبرة من الكيف المعالج في شكل حزم وصفائح مخبأة بإحكام بالجناحين الأماميين للسيارة وكذا بالدرج الداخلي للمركبة، بلغ وزنها الإجمالي 25 كلغ و599,6 غراما، ومن خلال مباشرة التحريات تم القبض على أحد أفراد هذه العصابة الذي كان يستغل ابنه القاصر للتمويه لأجل النفاذ من الحواجز الأمنية لنقل المخدرات في عديد المرات من منطقة واد التليلات نحو مدينة المحمدية بولاية معسكر ثم ورڤلة ومن ثمة نحو الحدود الليبية، إذ تراوح وزن الكميات المنقولة بين 17 و25 كلغ بكل عملية. وورد في الملف تورط رعية ليبي المتواجد في حالة فرار، إلى جانب دركي سابق.