تم بعد ظهر الجمعة تشييع جثمان العلامة محمد الشريف قاهر إلى مثواه الأخير بمقرة سيدي نعمان بالزغارة (أعالي العاصمة) بحضور شخصيات وطنية يتقدمهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى. وكان الشيخ محمد الشريف قاهر قد انتقل إلى رحمة الله صباح الجمعة عن عمر ناهر 83 سنة إثر وعكة صحية ألمت به مؤخرا, تاركا وراءه إرثا لا يستهان به من المؤلفات والكتب بالإضافة إلى إسهاماته في الجرائد والمجلات بعشرات المقالات. وولد العالم الراحل عام 1933، بقرية بسيطة، وفي في عام 1952 رحل إلى تونس بجامع الزيتونة ليحصل على الشهادة العالمية في الشريعة في 1959، ليختار في بعثة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إلى العراق بكلية الآداب ببغداد، فنال بكالوريوس في الأدب عام 1962. وحصل الشريف القاهر على الدكتوراه في الأدب الأندلسي لجامعة الجزائر عام 1972، ويتم تعيينه أستاذا بكلية الآداب بجامعة الجزائر، ثم أستاذا مكلفا بالمحاضرات. عين مديرا بمعهد العلوم الإسلامية، ثم مديرا للمعهد الوطني العالي لأصول الدين، وفي عام 2000 تحصل على شهادة دكتوراه الدولة، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وغيرها. وكان عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ الثمانينات، وأستاذ مادة علوم القرآن الحديث، وعضو في اللجنة الوطنية للأهلة، ورئاسة لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ عام 1992 حتى وفاته. ناضل وشارك في الثورة الجزائرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، وكان عضوا في جبهة التحرير قبل التحاقه بالجيش. ومن أهم مؤلفاته: ديوان لسان الخطيب، الصيب والجهام، والماضي والكهام، كما شارك في كتاب "مشاهير المغاربة" ضمن لجنة البحث التابعة لجامعة الجزائر. وشارك في أكثر من عشرين من ملتقيات الفكر الإسلامي التي نظمتها وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية، كما شارك في الملتقيات الدولية التي عقدها المجلس الإسلامي الأعلى منذ 1998، كما كان له حضور إعلامي كبير لاسيما في وإذاعة القناة الثانية باللغة الأمازيغية.