أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر ضحية أزمة مالية واقتصادية تهز الدول المتقدمة وكل العالم مرفوقة بتراجع أسعار النفط وتذبذب سوقها الدولية. وأشار الرئيس في كلمته التي قرأها نيابة عنه مستشاره علي بوغازي، بمناسبة الاحتفال المزدوج بذكرى تأميم المحروقات وذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي احتضنته ولاية الجلفة، إلى أن المصاعب الإقتصادية التي عاشتها البلاد لها أصل خارجي، إلا أن ذلك لم يمنع من مواجهتها بكل حزم من خلال الخيارات الاقتصادية المنتهجة التي مكنت من تجاوز آثار هذه الأزمة وتحجيمها بفضل التدابير الرشيدة خلال السنوات الأخيرة. وأضاف رئيس الجمهورية في هذا السياق، أن الجزائر لا تزال متمسكة بالخيارات الاجتماعية وتعزيز السيادة والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن ودعم الطبقات الكادحة، متطرقا إلى الخطوات التنموية الكبيرة التي قطعتها البلاد خلال 15 سنة الأخيرة، حيث خرجت من أزمة أمنية ومالية صعبة بفضل تضحيات الرجال وبفضل تضافر الجهود والسياسات الحكيمة، داعيا الجميع الى الوقوف والصمود في وجه الأزمات ومنها الأزمة المالية الحالية، مضيفا "الجزائر لها القدرة الكافية على تجاوز الأزمة المالية". وأشار رئيس الجمهورية إلى أننا سنخرج منتصرين مرة أخرى من أوضاع الأزمة المالية، وبالتالي تحرير الاقتصاد من هيمنة وتبعية البترول بشكل نهائي. وذكر رئيس الجمهورية بأن إحياء مناسبة تأميم المحروقات وإحياء ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، هو عودة الى المجد التاريخي للجزائر، وأن العمال الجزائريين كانوا في طليعة المدافعين عن البلاد في كل المراحل وقدموا تضحيات جسيمة وكانوا في مستوى التطلعات، مذكرا بالصمود في سنوات التسعينيات والاستمرار في دعم الاقتصاد. وأكد رئيس الجمهورية أن العمال ومن ورائهم كل الجزائريين دعموا واختاروا الوئام المدني والمصالحة الوطنية وبالتالي الحفاظ على مكاسب البلاد، وتحدث بالقول إن "قرار تأمين المحروقات كان بمثابة استكمال لاسترجاع السيادة الوطنية".