هاجم وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبد الله غلام الله، كلا من فرنسا وأمريكا، إضافة إلى ألمانيا على تدخلهم في الشأن الداخلي الجزائري، واتهم هذه الدول بتجاوز الأعراف الدبلوماسية، متهما فرنسا تحديدا بالقول ''إنها أول من انتهك حقوق الإنسان وهي ليست أهلا لتعطي الجزائر دروسا فيها''، مضيفا أن ماضي هذه الدولة الاستعماري لازال يشهد بالمجازر التي ارتكبتها في حق الجزائريين خلال مظاهرات 8 ماي .1945 . واستغل الوزير أمس، فرصة اللقاء التقييمي لنشاط المديريات الولائية لقطاع الشؤون الدينية، ليرد على مواقف الدول الغربية إزاء المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها الجزائر مؤخرا على غرار دول عربية أخرى، متهما إياها بتعبئة الشعوب العربية على المظاهرات والتدخل في شؤونها الخاصة. كما خاطب غلام الله أمريكا وألمانيا بأنهما لا يملكان حق التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر. ودعا غلام الله مقابل ذلك الجزائريين إلى ''عدم إسقاط ما حصل في تونس ومصر على الجزائر''، لأن الظروف والتاريخ يختلفان حسبه مركزا على دور الأئمة في ترسيخ حس المواطنة، مطالبا اياهم بلعب دورهم في توعية الشباب وتوجيه خطب قائمة على المنطق وتوضيح الظروف للشباب وحثهم على الدفاع عن ثوابت الأمة. وبهذه المناسبة تطرق غلام الله إلى الحقوق المهنية والاجتماعية للائمة، مؤكدا ضرورة حماية هذه الحقوق، خاصة ما تعلق بتحسين الرواتب ودفع التعويضات بأثر رجعي ابتداء من سنة 2008 وفق ما ينص عليه القانون الأساسي للقطاع. علما حسبه أن النظام التعويضي الخاص بالأئمة موجود حاليا على مستوى مديرية الوظيف العمومي للنظر فيه والمصادقة عليه من جهة أخرى. وأثنى غلام الله على المستوى الراقي الذي وصل إليه المسجد من حيث التبليغ، حيث اعتمد على اللسان الواحد في الدعوة إلى الله وحماية الوطن عبر الدروس والخطب والمناسبات الاجتماعية العامة، مشيدا أيضا بالدور الذي لعبه الأئمة في الظروف الحالية. من جهته تطرق مدير إدارة الوسائل بالوزارة محمد اوكيدان إلى الإنجازات التي حققها القطاع لحد الآن، كتحسين قدرات المعاهد الوطنية التكوينية ورفع مستوى منحة الطلبة، مشيرا إلى المشاريع التنموية المسطرة لا سيما بناء حوالي 30 مسجدا جديدا وكذا 30 مدرسة قرآنية و5 معاهد جديدة خلال الخماسي المقبل.