قام الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي صباح يوم الأربعاء 24 ماي بزيارة عمل إلى قيادة القوات البحرية، بغرض متابعة مدى تنفيذ مخطط تطوير القوات الهادف إلى ترقية وتحديث وعصرنة قدرات الأسطول البحري. ووقف الفريق وقفة ترحم على روح الشهيد سويداني بوجمعة الذي يحمل اسمه مقر قيادة القوات البحرية، حيث وضع باقة ورد عند النصب التذكاري المخلد للشهيد وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح كل شهداء الجزائر. و التقى نائب وزير الدفاع الوطني رفقة اللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية بإطارات وأفراد هذه القوات في وقفة ترحم على أرواح الضباط الثلاثة أعضاء طاقم مروحية البحث والإنقاذ، شهداء الواجب الوطني الذين وافتهم المنية يوم 21 ماي الجاري بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له، معبرا عن تعازيه الصادقة ومواساته لعائلات الضحايا. وجاء في نصّ تعزية الفريق قايد صالح مايلي: "بنفوس عامرة بالإيمان ومؤمنة بقضاء الله وقدره، أترحم اليوم على أرواح شهداء الواجب الوطني الذين وافتهم المنية يوم 21 ماي الجاري إثر الفاجعة التي ألمت بنا جميعا، بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له المروحية التابعة للبحث والإنقاذ للقوات البحرية، خلال قيامها بحصة تدريبية ليلية، وإنني إذ أترحم على أرواحهم الطاهرة، وأعبر لعائلاتهم عن بالغ تعازينا وتضامننا الشديد، فإنني أعتبرهم رمزا من رموز التضحية والعمل الجاد والجهد المتفاني، نسأل الله لهم، في هذه الأيام المباركة، التي تخيم عليها نفحات شهر رمضان الفضيل، الرحمة والغفران، ولأهلهم الصبر والسلوان. ولا أختم دون التنويه بالحرص الشديد الذي أبداه قائد المروحية المقدم باشا رياض وطاقمها، على تجنيب إخواننا المواطنين سكان المنطقة التي وقع فيها هذا الحادث أي أذى، وهي شيم ليست غريبة أبدا عن أفراد الجيش الوطني الشعبي، الذين يستمدون قيم التضحية والفداء من موروث أسلافهم الميامين في جيش التحرير الوطني، هؤلاء الذين وجدوا من لدن فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، كل عبارات التعزية والمواساة والتعاطف، عبر الرسالة الموجهة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي". كما تمت قراءة رسالة التعزية التي بعث بها فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني إلى قيادة الجيش الوطني الشعبي ومن خلالها إلى عائلات الضحايا: "شاء القدر أن ترزأ المؤسسة العسكرية والشعب الجزائري في ثلاثة من خيرة الأبناء من ضباط الجيش الوطني الشعبي في حادث أليم على إثر ارتطام مروحيتهم، تغمدهم الله برحمته الواسعة وأدخلهم مدخل صدق مع من ارتضاهم من الصالحين جنات الخلد والنعيم.إن هؤلاء الشباب الضباط الذين كانوا في خدمة الواجب المقدس يسهرون مع زملائهم عبر ربوع وطننا الشاسع على تأمين حدود وطننا وسلامة شعبنا، والدفاع عن مجالنا الجوي الرحب، كتب لهم المولى اليوم شهادة الواجب في هذا الحادث الأليم.وإذ أعرب باسمي وباسم الشعب الجزائري عامة بقلوب خاشعة راضية بقدر الله وقضائه، عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسرهم الكريمة وذويهم البررة، ولقيادة مؤسسة جيشنا الوطني الشعبي، أسأل المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويبوئهم مكانة يرضونها في عليين بين الشهداء والصديقين من عباده الأبرار، وحسن أولئك رفيقا، كما أتضرع إليه جل وعلا أن ينزل الصبر الجميل في قلوب أهلهم وذويهم ورفاقهم في الجيش الوطني الشعبي، إنه سميع مجيب الدعاء"." وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". و أشرف الفريق على تفتيش السفينة الفرقاطة "المدمر"، رقم المتن 911، حيث قام بتدشين وتفتيش ومعاينة هذه السفينة الحربية المزودة بأحدث التكنولوجيات ذات الدقة العالية في المجال العسكري البحري والتي باستطاعتها العمل والتدخل في نطاق واسع لأداء مهام متعددة، وهي الفرقاطة التي تعززت بها قواتنا البحرية في إطار المخطط التطويري الرامي إلى تحديث وعصرنة أسطولها البحري، والذي سيسهم في الرفع من القدرات الدفاعية للجيش الوطني الشعبي. السيد الفريق طاف بمختلف أقسام الفرقاطة، واطلع على جميع أجزائها حيث قُدمت له شروحات وافية حول مكوناتها وخصائصها وتسليحها، بما في ذلك تزويدها بمروحيتين لتنفيذ مختلف المهام القتالية ومهام الإنقاذ. وفي الأخير، أسدى السيد الفريق تعليمات لقيادة الفرقاطة والقائمين على استغلالها، تقضي بضرورة الحرص على الحفاظ عليها وصيانتها الدورية وفقا للمعايير المحددة بغية الحفاظ على جاهزيتها العملياتية في أعلى مستوياتها.وبدورهم عبر أعضاء طاقم السفينة عن سعادتهم وفخرهم بالعمل على متن هذه الفرقاطة، واعتزازهم بهذا المكسب الهام للقوات البحرية، مؤكدين من جديد بأنهم سيظلون العين الساهرة التي ترقب وتحمي حرمة وسيادة مياهنا الإقليمية.